علي في بني زبـيـد

   

صفحة :277-302   

علي في بني زبـيـد

سرية علي إلى بني زبيد:

وقالوا: «وجه رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي بن أبي طالب، وخالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن، وقال: «إذا اجتمعتما فعلي الأمير، وإن افترقتما فكل واحد منكما أمير»([1]).

فاجتمعا. وبلغ عمرو بن معد يكرب مكانهما. فأقبل على جماعة من قومه([2]). فلما دنا منهما قال: دعوني حتى آتي هؤلاء القوم، فإني لم أسمَّ لأحد قط إلا هابني.

فلما دنا منهما نادى: أنا أبو ثور، وأنا عمرو بن معد يكرب.

فابتدره علي وخالد، وكلاهما يقول لصاحبه: خلني وإياه، ويفديه بأمه وأبيه.

فقال عمرو إذ سمع قولهما: العرب تُفَزَّع بي، وأراني لهؤلاء جزراً.

فانصرف عنهما.

وكان عمرو فارس العرب، مشهوراً بالشجاعة. وكان شاعراً محسناً([3]).

وقالوا أيضاً: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعث خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن وقال له: «إن مررت بقرية فلم تسمع أذاناً، فاسبهم».

فمر ببني زبيد، فلم يسمع أذانا، فسباهم.

فأتاه عمرو بن معد يكرب، فكلمه فيهم، فوهبهم له، فوهب له عمرو سيفه الصمصامة، فتسلمه خالد. ومدح عمرو خالداً في أبيات له([4]).

غرور عمرو بن معد يكرب:

إن عمرواً يظن: أن جميع الناس على شاكلته، من حيث حبهم للحياة، وفرقهم من الموت. ولذلك فإن مجرد تقريب احتمالات الموت إليهم يكفي في إيجاد دواعي الإبتعاد عنه لديهم، والبحث عن خيارات أخرى تجعلهم أقرب إلى السلامة والأمن..

وإذ به يفاجأ بعكس ما ظنه، فهو قد اعتاد أن يرى القادة يسعون أولاً إلى دفع الذين هم تحت أيديهم، إلى مواجهة الأخطار ودرئها عنهم، وأن يجدوا فيهم ما يغنيهم عن التعرض لها ومكابدتها..

فإن كان ثمة من خطر، فليتوجه إلى أولئك الأتباع، لأن حفظ القائد هو الأهم والأولى والأوجب..

ولكنه يرى الأمر مع هؤلاء القادمين على خلاف ما اعتاده ومارسه، فهو يسمع قادتهم، يتسابقون للتضحية بأنفسهم حباً بسلامة إخوانهم من قادة وغيرهم..

1 ـ إن غرور عمرو بنفسه، واعتماده على بعد صيته، وخوف الناس منه، قد انتهى به إلى هذا التراجع والإنكسار الذليل، دون أن يكلف نفسه عناء خوض معركة، أو بذل جهد في قتال، يعذر فيه بعد استنفاذ القوة والحيلة. بل لقد آثر رجوع الخوف والجبن، والشعور بالضعف والإنبهار بقوة الطرف الآخر. معلناً أن هؤلاء الذين يواجههم يعتبرونه جزراً..

وهذا يدل على: أن ما كان قد اكتسبه من سمعة بين العرب في الشجاعة والقتال، كانت تشوبه شائبة التزوير. ولو بالدعايات الفارغة، والتهويلات الباطلة. ولعله كان يبطش ببعض الضعفاء والجبناء، أو يغدر ببعض الآمنين من الأقوياء، أو يختلق الروايات، ويشيع الخرافات وينتج الأوهام والأباطيل، عن بطولات موهومة، وأفاعيل لم يكن لها وجود إلا في مخيلة قائليها.. ولعل كل ذلك قد كان، فقد عرف عمرو بالكذب كما سنرى..

شجعان وفرسان صنعتهم السياسة:

لقد حاول أعداء علي «عليه السلام» أن يطروا خصومه، ويعظموهم بما ليس فيهم، وأن يظهروا ميزاته الفريدة في أناس آخرين، ظناً منهم أنهم يطمسون بذلك ذكر علي «عليه السلام»، وينقصون من قدره، ويحطون من مقامه..

ولعل من أمثلة ذلك سعيهم لنسبة البطولات إلى خالد بن الوليد، وإلى الزبير بن العوام، وطلحة، وأبي دجانة، وأضرابهم من الصحابة..

بل إن إطراءهم لعنترة، ونسج القصص الخيالية حول شجاعته النادرة، لعله يدخل في هذا السياق أيضاً.. مع أن عنترة كان رجلاً عادياً جداً.. حتى لقد لخص بعضهم واقعه التاريخي بقوله عنه: إنه رجل من بني عبس يلقى الفارس أو الفارسين.

ثم اخترعوا قصص بني هلال، وقصة سيف بن ذي يزن، وقصص ذات الهمة. وفيروزشاه، وبهرام شاه، والمياسة والمقداد.. و.. و..

ويبدو أن عمرو بن معد يكرب قد حالفه الحظ في هذا المجال أيضاً حتى اعتبروه فارس العرب، وأنه مشهور بالشجاعة([5]). إلى غير ذلك من أوصاف وادعاءات.. مع أن الفضل في ذلك كله لعلي «عليه السلام»، فإن شدة بغضهم له قد دعاهم إلى إطراء غيره من المنحرفين عنه بما ليس فيهم، فصنعوا لهم الفضائل، واخترعوا لهم المواقف، وجعلوهم من صانعي المعجزات، ونسبوا إليهم الخوارق، دون ان يخافوا من غضب الله الخالق.

أسئلة لا تجد لها جواباً:

وقد ادَّعت الرواية المتقدمة: أن عمرواً انصرف عن علي «عليه السلام». فهل كان علي «عليه السلام»، وخالد بن سعيد ومن معهما يقصدون بني زبيد؟! أم كانوا يقصدون قوماً آخرين؟! أم كان القصد هو دعوة كل من يصادفونه إلى الإسلام؟!

فإن كان القصد إلى بني زبيد، فعلى أي شيء اتفقوا مع عمرو والذين جاؤوا معه حين افترقوا عنهم؟! وكيف تركوهم ينصرفون دون دعوة؟! وهل لاحقوا بقية القبيلة في مواضع أخرى؟! أم اكتفوا بما جرى؟!.

وإذا كانوا يقصدون غير بني زبيد، فلماذا تعرَّض لهما عمرو؟!، ولو أنهم هابوه، فماذا كان سيصنع بهم، هل سوف يأسرهم؟ أم أنه سيسلبهم، أم سيقتلهم؟!.

وإن كانوا يقصدون كل أحد إلى الله تعالى، فلماذا لم يبادروا إلى دعوة عمرو، ومن معه؟ ولماذا تركوهم ينصرفون عنهم، دون أن يؤدوا هذا الواجب؟!.

سبي بني زبيد:

وعن سبي بني زبيد، نقول:

1 ـ إن مجرد أن لا يسمع المسلمون أذاناً من جماعة من الناس لا يسوِّغ الإغارة عليهم، وترويعهم، فضلاً عن سبيهم.. مع ملاحظة: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يزل يصدر أوامره لمبعوثيه بأن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم.

ومع أوامره «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» بأن لا يقاتل أحداً حتى يدعوه([6]).

كما أن ذلك لا يتناسب مع لزوم إقامة الحجة على الناس قبل التعرض لهم، ولا مع إيجاب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد قال تعالى لرسوله «صلى الله عليه وآله»: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ}([7])..

2 ـ أين كان عمرو بن معد يكرب الزبيدي حين سبا خالد بن سعيد بني زبيد؟! فإن كان حاضراً، فلماذا لم يدافع عنهم؟! وإن كان غائباً، فهل تغيَّظ مما جرى؟! أم أنه تلقاه بنفس راضية؟! وما هي ردة فعله لذلك؟!

النص الأوضح، والأصح والأصرح:

وبعد أن ظهرت المفارقات غير المقبولة في النصوص المتقدمة، فإن علينا أن نورد هنا النص الأصح والأوضح، ثم نشير إلى الخصوصيات الواردة فيه، وفقاً لما يقتضيه الحال، فنقول:

قالوا: لما عاد رسول الله «صلى الله عليه وآله» من تبوك إلى المدينة قدم إليه عمرو بن معدي كرب، فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: أسلم يا عمرو يؤمنك الله من الفزع الأكبر.

قال: يا محمد، وما الفزع الأكبر؟ فإني لا أفزع.

فقال: يا عمرو، إنه ليس كما تظن وتحسب، إن الناس يصاح بهم صيحة واحدة، فلا يبقى ميت إلا نشر، ولا حي إلا مات، إلا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة أخرى، فينشر من مات، ويصفون جميعاً، وتنشق السماء، وتهد الأرض، وتخر الجبال هداً، وترمي النار بمثل الجبال شرراً، فلا يبقي ذو روح إلا انخلع قلبه، وذكر ذنبه، وشغل بنفسه إلا من شاء الله، فأين أنت يا عمرو من هذا؟

قال: ألا إني أسمع أمراً عظيماً؛ فآمن بالله ورسوله، و آمن معه من قومه ناس، ورجعوا إلى قومهم.

ثم إن عمرو بن معدي كرب نظر إلى أبي بن عثعث الخثعمي، فأخذ برقبته، ثم جاء به إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، فقال: أَعْدِني على هذا الفاجر الذي قتل والدي.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أهدر الإسلام ما كان في الجاهلية، فانصرف عمرو مرتداً، فأغار على قوم من بني الحارث بن كعب، ومضى إلى قومه.

فاستدعى رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي بن أبي طالب «عليه السلام» وأمَّره على المهاجرين، وأنفذه إلى بني زبيد، وأرسل خالد بن الوليد في الأعراب وأمَّره أن يعمد لجعفي([8]). فإذا التقيا فأمير الناس أمير المؤمنين «عليه السلام».

فسار أمير المؤمنين «عليه السلام»، واستعمل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص، واستعمل خالد على مقدمته أبا موسى الأشعري.

فأما جعفي فإنها لما سمعت بالجيش افترقت فرقتين: فذهبت فرقة إلى اليمن، وانضمت الفرقة الأخرى إلى بني زبيد.

فبلغ ذلك أمير المؤمنين «عليه السلام»، فكتب إلى خالد بن الوليد: أن قف حيث أدركك رسولي، فلم يقف.

فكتب إلى خالد بن سعيد بن العاص: تعرض له حتى تحبسه.

فاعترض له خالد حتى حبسه، وأدركه أمير المؤمنين «عليه السلام»، فعنفه على خلافه.

ثم سار حتى لقي بني زبيد بواد يقال له: كثير (أو كسير)، فلما رآه بنو زبيد قالوا لعمرو: كيف أنت يا أبا ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي فأخذ منك الإتاوة؟!

قال: سيعلم إن لقيني.

قال: وخرج عمرو فقال: من يبارز؟

فنهض إليه أمير المؤمنين «عليه السلام»، وقام إليه خالد بن سعيد وقال له: دعني يا أبا الحسن ـ بأبي أنت وأمي ـ أبارزه.

فقال له أمير المؤمنين «عليه السلام»: إن كنت ترى أن لي عليك طاعة فقف مكانك، فوقف.

ثم برز إليه أمير المؤمنين «عليه السلام»، فصاح به صيحة، فانهزم عمرو، وقتل «عليه السلام» أخاه وابن أخيه، وأخذت امرأته ركانة بنت سلامة، وسبي منهم نسوان.

وانصرف أمير المؤمنين «عليه السلام»، وخلف على بني زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم، و يؤمن من عاد إليه من هرابهم مسلماً.

فرجع عمرو بن معدي كرب، واستأذن على خالد بن سعيد، فأذن له، فعاد إلى الإسلام، فكلمه في امرأته وولده، فوهبهم له.

وقد كان عمرو لما وقف بباب خالد بن سعيد وجد جزوراً قد نحرت، فجمع قوائمها ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعاً، وكان يسمى سيفه الصمصامة، فلما وهب خالد بن سعيد لعمرو امرأته وولده وهب له عمرو الصمصامة.

وكان أمير المؤمنين «عليه السلام» قد اصطفى من السبي جارية، فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبي «صلى الله عليه وآله» وقال له: تقدم الجيش إليه، فأعلمه بما فعل علي من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه، وقع فيه.

فسار بريدة حتى انتهى إلى باب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلقيه عمر بن الخطاب، فسأله عن حال غزوتهم وعن الذي أقدمه، فأخبره أنه إنما جاء ليقع في علي «عليه السلام» وذكر له اصطفاءه الجارية من الخمس لنفسه.

فقال له عمر: امض لما جئت له، فإنه سيغضب لابنته مما صنع علي «عليه السلام».

فدخل بريدة على النبي «صلى الله عليه وآله» ومعه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة، فجعل يقرأه ووجه رسول الله «صلى الله عليه وآله» يتغير، فقال بريدة: يا رسول الله إنك إن رخصت للناس في مثل هذا ذهب فيئهم، فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: ويحك يا بريدة، أحدثت نفاقاً؟!

إن علي بن أبي طالب «عليه السلام» يحل له من الفيء ما يحل لي، إن علي بن أبي طالب خير الناس لك ولقومك، وخير من أخلف بعدي لكافة أمتي، يا بريدة، احذر أن تبغض علياً، فيبغضك الله.

قال بريدة: فتمنيت أن الأرض انشقت لي، فسخت فيها، وقلت: أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسول الله. يا رسول الله، استغفر لي فلن أبغض علياً أبداً، ولا أقول فيه إلا خيراً.

فاستغفر له النبي «صلى الله عليه وآله»([9]).

وفي الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين «عليه السلام» وشرحه: أن عمرو بن معدي كرب خاطب علياً «عليه السلام» حين واجهه:

الآن حـين تـقـلصـت منك الكلى         إذ حـر نـارك في الـوقـيـعة يسطع
والخيل لاحـقـة الأياطـل شــزب قـب الـبـطـون ثـنـيـها  والأقـرع
يحملـن فرسـانـاً كـراماً في الـوغا               لا يـنـكـلـون إذا الـرجال تكعكع
إنـي امـرؤ أحـمـي حمـاي بـعـزة                وإذا تـكـون شـديـدة لا  أجـــزع
وأنـا المـظـفـر فـي المـواطن كلها               وأنـا شـهـاب في الحـوادث يلمـع
من يلقـنـي يـلـقى المـنية والردى               وحيـاض مـوت لـيـس عنه  مذيع
فاحذر مصاولتي وجانب موقفي                 إنـي لـدى الهـيـجـا أضـر  وأنـفع

فأجابه «عليه السلام»:

يا عمرو قد حمي الوطيس وأضرمت                نـار عـلـيـك وهـاج أمـر مـفـظع
وتساقـت الأبـطـال  كأس منية           فـيـهـا ذراريــح وســـم مـنـقـع
فـإلـيـك عني لا ينـالك  مخلبي           فتـكـون كالأمـس الذي لا  يرجع
إنـي امـرؤ أحمـي حمـاي  بعـزة                والله يـخـفـض مـن يشـاء  ويرفع
إنـي إلى قصـد الهـدى  وسبيله         وإلـى شـرايـع ديـنـــه أتـســـرع
ورضـيـت بالقرآن وحياً منزلاً           وبـربـنـا ربـــا يــضـــر ويـنـفع
فـيـنـا رسـول الله أيد  بالهدى            فـلـواؤه حـتى الـقـيـامة يلـمـع
(
[10])

ونقول:

إن المقارنة بين هذه الرواية، والروايات التي ذكرناها فيما سبق يظهر مدى انسجام هذه، ومدى ما نال تلك من تزوير وتحوير، هروباً من الإقرار ببعض الحقائق، وسعياً في طمس ما لا يروق لهم ظهوره، ولا تذوق أعينهم طعم النوم حين يسطع نوره.

ومهما يكن من أمر، فإننا نحب لفت النظر إلى ما يلي:

عمرو يرتد في عهد النبي :

لقد صرحت الروايات المتقدمة: بأن عمرواً ارتد بعد وفاة النبي «صلى الله عليه وآله»([11]).

ولكن هذه الرواية تقول: إنه ارتد عن الإسلام في عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، حين لم يرض رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالإقتصاص له من قاتل أبيه، لأنه قتله قبل أن يسلم، وقد محا الإسلام ما كان قبله.

ولو أنه «صلى الله عليه وآله» قبل من عمرو ما طلبه منه، فقد كان يجب أن يقتل عمرواً نفسه بالذين كان قد قتلهم قبل إسلامه..

علي على المهاجرين، وخالد على الأعراب:

قد صرحت الرواية: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أمَّر علياً «عليه السلام» على المهاجرين، وأمَّر خالد بن الوليد على الأعراب.. وهذا يتضمن إشارة لطيفة، لا تخفى على الأريب الخبير، والناقد البصير.

ويتأكد لنا مضمون هذه الإشارة حين نقرأ: أن علياً «عليه السلام» قد جعل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص. أما خالد بن الوليد فجعل على مقدمته أبا موسى الأشعري.

وشتان ما بين هذين الرجلين، فأبو موسى الأشعري هو الذي قعد بأهل الكوفة عن جهاد الناكثين([12]).

وكان علي «عليه السلام» يلعنه مع جماعة آخرين في صلاة الفجر والمغرب([13]).

وهو جاثليق هذه الأمة([14]).

وهو الذي سلَّم على معاوية فقال: السلام عليك يا أمين الله([15]).

وهو الذي قال له الأشتر: إنك من المنافقين قديماً([16]).

وقال عنه حذيفة: أشهد أنه عدو لله ولرسوله، وحرب لهما في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم، ولهم اللعنة، ولهم سوء الدار([17]).

وكان حذيفة عارفاً بالمنافقين، أسرَّ إليه النبي «صلى الله عليه وآله» أمرهم، وأعلمه أسماءهم([18]).

وكان أبو موسى في جملة الذين نفروا برسول الله «صلى الله عليه وآله» ناقته ليلة العقبة ليقتلوه([19]).

وهو أحد الحكمين الذين يحكمان في هذه الأمة، وقد ضلا وأضلا([20]).

وهو سامري هذه الأمة([21])..

إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه..

ولكن خالد بن سعيد بن العاص له مسار آخر، فهو أول من قام إلى أبي بكر وقال له: إتق الله، وانظر ما تقدم لعلي بن أبي طالب «عليه السلام».

ثم ذكره بقول النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» يوم بني قريظة: إن علي بن أبي طالب «عليه السلام» إمامكم من بعدي، وخليفتي فيكم الخ..

ثم إنه تصدى لعمر بن الخطاب حين جاء متهدداً، ومعه ألفا رجل.. وشكر له علي «عليه السلام» ذلك([22]).

وقد امتنع عن بيعة إبي بكر أياماً، وقال لبني هاشم في هذه المناسبة: إنكم الطوال الشجر، الطيب الثمر.

وقد اضطغنها عليه عمر، فلم يدع أبا بكر حتى عزله عن ولاية الجند الذي استنفر إلى الشام([23]).

إلى غير ذلك من مواقف وحالات له، تنم عن صحة رويته، وحسن طويته، وسلامة دينه، ورسوخ يقينه، فراجع([24]).

ولنا ملاحظة أخرى هنا مفادها: أن اختيار المهاجرين ليكونوا سرية لإخضاع عمرو بن معد يكرب الزبيدي المرتد عن الإسلام يراد به: الإيحاء بأن عليه أن لا يتوهم بأن أحداً في الجزيرة العربية قادر على مساعدته، أو أنه سوف يتعاطف معه، فإن الذين كانوا أكثر الناس حرصاً على هدم الإسلام قد أصبحوا أنصاره، والعاملين على معاقبة من يجترئ عليه.. وهم أهل مكة بالذات..

إلا من شاء الله:

وقد لاحظنا: إنه «صلى الله عليه وآله» حين ذكر الصيحة الأولى، وما ينشأ عنها من أمور هائلة، مثل موت الأحياء، وإحياء الأموات. استثنى من الجملة الأخيرة، بقوله: «إلا ما شاءالله».

فعبّر بكلمة «ما» التي تستعمل، ويراد بها غالباً غير العقلاء، فلعل المراد: الإستثناء لبعض الأموات من غير البشر، من حشرات، أو طيور، أو حيوانات لا يترتب على إحيائها أثر..

ولكنه «صلى الله عليه وآله» حين ذكر الصيحة الثانية، التي تنشر بها الأموات، وترمي النار بمثل الجبال شرراً، فلا يبقى ذو روح إلا انخلع قلبه، وذَكر ذنبه، وشُغل بنفسه. استثنى من ذلك فقال: «إلا من شاء الله». مستفيداً من كلمة «من» التي تستعمل غالباً للتعبير عن العقلاء، حيث يبدو أنه أراد أن يستثني أنبياء الله وأوصيائهم من هؤلاء الذين تنخلع قلوبهم، وتشغلهم ذنوبهم، إذ ليس لدى هؤلاء ذنوب يذكرونها، ولا ما يوجب انشغالهم بأنفسهم..

عدوانية عمرو بن معد يكرب:

وقد صرح النص المتقدم: أن عمرواً حين انصرف مرتداً عن الإسلام أغار على قوم من بني الحارث بن كعب، ومضى إلى قومه..

وذلك يشير إلى: وقاحةٍ وجرأةٍ على الدماء، وإلى الإستهانة بكرامات الناس، والطمع بأموالهم وأعراضهم، بشكل يوجب المبادرة إلى وضع حد له بصراحة وحزم. وهذا ما فعله رسول الله «صلى الله عليه وآله»، حيث أرسل علياً «عليه السلام» للقيام بذلك كما سبق..

طغيان خالد:

وقد لوحظ: أن خالداً قد تمرد على أمر أمير المؤمنين «عليه السلام»، وأظهر أنه إنسان غير منضبط، فعامله علي «عليه السلام» بالحزم والحكمة، حين أرسل إليه خالد بن سعيد بن العاص، الذي لا يستطيع خالد مناوأته لموقعه ومكانته في قريش، فحبسه.. فلما أدركه أمير المؤمنين عنفه على خلافه..

وهذا يدلنا على: أن ما جعله النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» كان أوسع من مجرد جعل الإمارة له حين يلتقي بخالد.. بل كان خالد مأموراً بطاعته، وبتنفيذ أوامره أينما كان، سواء التقيا أو افترقا..

ولو لم يكن الأمر كذلك، فإن خالداً سوف يشتكي علياً «عليه السلام» إلى النبي «صلى الله عليه وآله».. ويعتبره متعدياً عليه، وظالماً له. ولابد أن نتوقع منه: أن يقدم على معاندة خالد بن سعيد، والإحتجاج على علي «عليه السلام»، ولو بأن يقول: إنه لم يؤمر بطاعته، وسيقول للناس: إن علياً «عليه السلام» يظلمه بهذا التعنيف، وإنه لا يحق له أن يفرض عليه تنفيذ أمره.

ولكن خالداً لم يفعل شيئاً من ذلك، ولم يعترض، ولم يشك، ولا اعتذر بأنه لم يكن يعلم بأن عليه أن يطيع أوامر علي «عليه السلام» ولا غير ذلك مما ذكرناه..

هزيمة عمرو، وسبي نسائه!!

وقد صرحت الرواية المتقدمة: بأنه رغم أن قوم عمرو بن معد يكرب، قد حاولوا إثارة حفيظته بقولهم: لعل هذا الوافد يجبره على دفع الإتاوة له، مع وصفهم لذلك الوافد بكلمة «الغلام»، المشعرة بتميّز عمرو عليه بالسن، وبالتجربة، وبالموقعية، وما إلى ذلك..

ثم وصفوا هذا الغلام بـ «القرشي» ليشعر ذلك بغربته، وبالإختلاف معه في العدنانية والقحطانية، وفي طبيعة الحياة، فإن هذا الوافد حضري، يفترض أن تكون حياته أقرب إلى الراحة والسعة والرفاه، أما عمرو وقومه، فإنهم يعيشون حياة البداوة والخشونة، ويدَّعون لأنفسهم الإمتياز بالقدرة على تحمل المكاره ومواجهة الصعاب والإعتزاز بالشجاعة وبالفروسية وما إلى ذلك..

ولكن كل ذلك لم ينفع، بل هو قد زاد من مرارة الهزيمة التي حلت بعمرو، ومما زاد في خزي عمرو أن هزيمته قد جاءت بعد أن استعرض قوته أمام الملأ، قائلاً: من يبارز؟

وكان يرى أن الناس يهابونه، وأنه يكفي أن يذكر لهم اسمه حتى تتبدل أحوالهم، ويتخذون سبيل الإنسحاب من ساحة المواجهة، بكل حيلة ووسيلة، وإذ به يرى أن هؤلاء يتنافسون على مبارزته، وعلى سفك دمه.

وكان الأخطر والأمرّ، والأشر والأضر هو: هزيمة عمرو أمام نفس هذا الغلام القرشي من مجرد صيحة صدرت منه، دون أن يلوح له بسيف، أو يشرع في وجهه رمحاً!!

فما هذه الفضيحة النكراء، والداهية الدهياء؟!

ثم كان الأخزى من ذلك، والأمضّ ألماً، والأعظم ذلاً أن يقتل هذا الغلام القرشيّ على حد تعبيرهم أخا عمرو وابن أخيه، ويسبي ريحانة بنت سلامة زوجة عمرو، بالإضافة إلى نساء أخريات.

ثم انصرف أمير المؤمنين «عليه السلام» مطمئناً إلى عدم جرأة عمرو وغيره على القيام بأية مبادرة تجاه خالد بن سعيد، الذي أبقاه علي «عليه السلام» في بني زبيد أنفسهم، ليقبض صدقاتهم، ويؤمِّن من عاد إليه من هُرّابهم مسلماً.

استجداء عمرو.. وأريحية خالد!!:

وتواجهنا مفارقة هنا، وهي: أن عمرو بن معد يكرب جاء إلى خالد بن سعيد بن العاص الذي خلّفه علي «عليه السلام» في بني زبيد، فأظهر عودته إلى الإسلام، ثم كلّمه في امرأته وولده، فوهبهم له.

ولكن هذا المستكبر المغرور بنفسه بالأمس، والذي جرَّ على نفسه هذه الهزيمة الفضيحة، وكان سبباً في قتل أخيه، وابن أخيه، ثم في سبي زوجته وولده.. لا لشيء إلا لأجل أن الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» لم يجب طلباً ظالماً رفعه إليه..

إن هذا الرجل بالذات يتراجع عن موقفه، ويستعطف ذلك الذي خلَّفه ابن عم الرسول «صلى الله عليه وآله» في قوم عمرو بن معد يكرب نفسه ليجبي صدقاتهم، ويؤمِّن من عاد إليه من هرّابهم مسلماً..

وقد كان هذا الرجل في غنى عن هذا الإستعطاف هنا، وعن الإستكبار هناك..

والأغرب من ذلك: أن نجده حتى حين يرى نفسه بحاجة إلى الإستعطاف والخضوع، ويمارسه، لا يتخلى عن العنجهية والغرور، وحب الظهور، وإثبات الذات، وإظهار القوة بغباوة وحمق. فإنه لما وقف على باب خالد وجد جزوراً قد نحرت، فجمع قوائمها، ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعاً..

ثم وهب سيفه الذي كان يسميه بالصمصامة لخالد بن سعيد، إمعاناً منه في ادِّعاء الشدة، والقوة لنفسه..

وذلك كله يجعلنا نقول:

لقد صدق من وصفه: بأنه «مائق بني زبيد»([25]).

فإن المائق هو: الأحمق في غباء، أو الهالك حمقاً وغباوة([26]).

بريدة يشكو علياً إلى رسول الله :

وقد ذكرت الرواية المتقدمة حديث شكوى بريدة علياً «عليه السلام» إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بطلب من خالد، وبتحريض من عمر بن الخطاب، وقد غضب رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ذلك، وقد تقدم الحديث عن هذه الرواية فلا نعيد.

ماذا عن عمرو بن معد يكرب؟!:

ثم إننا لا نريد أن نؤرخ هنا لعمرو بن معد يكرب الزبيدي، غير أننا نشير إلى لمحات قد تفيد في توضيح سبب تعظيمهم لهذا الرجل، وتأكيدهم على شجاعته، فنقول:

إن من أهم أسباب ذلك هو مشاركته في فتوح الشام والعراق، كما تظهره كتب التراجم([27]).

كما أن ابن عساكر قد ذكر مفردات كثيرة، تفيد في وضوح حجم مشاركته لهم في تلك الفتوحات العزيزة على قلوبهم([28])، حيث قالوا: إن هذا الرجل قد شارك في عامة الفتوح بالعراق([29])، وكانت أكثر فتوحات العجم على يديه([30])..

وقد كتب عمر بن الخطاب إلى قائده النعمان بن مقرن: استشر واستعن في حربك طليحة، وعمرو بن معد يكرب، ولا تولهما من الأمر شيئاً، فإن كل صانع هو أعلم بصناعته([31]).

وكان عمر إذا رأى عمرو بن معد يكرب قال: «الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرواً»([32]).

وكتب عمر إلى سعد: إني أمددتك بألفي رجل، عمرو بن معد يكرب، وطليحة بن خويلد([33]).

مع أن كلا الرجلين كان قد أسلم ثم ارتد، فراجع ترجمتهما([34]).

قالوا: «ومع مبارزته جذبه أمير المؤمنين «عليه السلام» والمنديل في عنقه حتى أسلم»([35]).

ولأجل ذلك نجده لا يجرؤ على إظهار نفسه في مقابل علي «عليه السلام»، فكان كثيراً ما يسأل عن غاراته، فيقول: قد محا سيف علي الصنائع([36]).

والصنيع: هو السيف الصقيل المجرب([37]).

وقد نجد مبررات كثيرة للشك فيما يزعمونه له من شجاعة وإقدام، لا سيما وأنه بعد ارتداده أسره المهاجر بن أبي أمية، وأرسله إلى أبي بكر([38]).

وتقدم: أن خالد بن سعيد بن العاص سبى وأسر بني زبيد، وهم قوم عمرو بن معد يكرب ولم يصنع عمرو شيئاً.

والصحيح: أن الذين سباهم هو علي «عليه السلام» كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

كذب عمرو بن معد يكرب:

ويبدو لنا: أن ما يذكرونه عن بطولات عمرو بن معد يكرب قبل إسلامه، لا يعدو أن يكون روايات من نسج خيال عمرو نفسه، فقد عرف عنه: أنه كان يكذب.

فقد رووا: أنه كان يحدث بحديث، فقال فيه: لقيت في الجاهلية خالد بن الصقعب، فضربته وقدوته، وخالد في الحلقة.

فقال له رجل: إن خالداً في الحلقة.

فقال له: أسكت يا سيء الأدب، إنما أنت مُحدَّث، فاسمع أو فقم.

ومضى في حديثه، ولم يقطعه، فقال له رجل: أنت شجاع في الحرب والكذب معاً.

قال: كذلك أنا تام الآلات([39]).


([1]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص386 و 246 عن مناقب الإمام الشافعي لمحمد بن رمضان بن شاكر، وفي هامشه عن: المعجم الكبير للطبراني ج4 ص14 والإصابة ج3 ص18 والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج2 ص522 و (ط دار الجيل) ج3 ص1203 وأسد الغابة ج4 ص133.

([2]) أي مترئِّساً على جماعة من قومه.

([3]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص246 و 386 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج3 ص1204 والإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج4 ص569 وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص292.

([4]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص246 عن ابن أبي شيبة من طرق. وفي هامشه عن: كنز العمال (11441) والإصابة ج3 ص18 و (ط دار الكتب العلمية) ج4 ص569 وتاريخ مدينة دمشق ج46 ص377 وراجع: كنز العمال ج4 ص483.

([5]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج6 ص246 و 386 وتاريخ مدينة دمشق ج46 ص369 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص520 و (ط دار الجيل) ج3 ص1204 وأسد الغابة ج4 ص133 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص56 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص259 والطبقات الكبرى لابن سعد ج5 ص525 والإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج4 ص569 وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص292.

([6]) الكافي ج5 ص36 والبحار ج19 ص167 وج97 ص34 وج101 ص364 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص502 والنوادر للراوندي ص139 ومشكاة الأنوار لعلي الطبرسي ص193 وتذكرة الفقهاء (ط.ج) ج9 ص44 و 45 و (ط.ق) ج1 ص409 ومنتهى المطلب (ط.ق) ج2 ص904 ورياض المسائل للطباطبائي ج7 ص493.

([7]) الآية 125 من سورة النحل.

([8]) جعفي بن سعد العشيرة، بطن من سعد العشيرة، من مذحج، من القحطانية.

([9]) البحار ج21 ص356 ـ 358 عن إعلام الورى (ط1) ص87 و (ط2) ص134 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص252 و 253 والإرشاد للمفيد ج1 ص159 ـ 161 وكشف اليقين ص151 و 152 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص98 و 99 وكشف الغمة ج1 ص229 و 230.

([10]) البحار ج21 ص359 عن الديوان المنسوب لأمير المؤمنين «عليه السلام» ص79 و 80.

([11]) راجع: تاريخ مدينة دمشق ج46 ص372 و 373 و 377 والطبقات الكبرى ج6 ص526 وتاريخ الأمم والملوك (بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم) ج3 ص134 و (ط دار صادر) ج2 ص391 و 538 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص377 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص112 ومستدركات علم رجال الحديث ج6 ص64 و الإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج5 ص281 والأعلام للزركلي ج5 ص86 والبداية والنهاية ج5 ص84 وج6 ص364 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1005 وعيون الأثر ج2 ص291 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص139 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص386 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص259 و 260.

([12]) راجع: شرح الأخبار للقاضي النعمان ج1 ص384 وج2 ص83.

([13]) عيون أخبار الرضا ج2 ص126 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص260 ومستدركات علم رجال الحديث ج8 ص459 وراجع: الغدير ج2 ص132 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص611 وطرائف المقال ج2 ص141.

([14]) الخصال ص575 أبواب السبعين فما فوقها، والبحار ج31 ص438 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص36 وتفسير نور الثقلين ج5 ص241 ومستدركات علم رجال الحديث ج8 ص459 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج8 ص239.

([15]) تاريخ الأمم والملوك (بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم) ج5 ص332 و (ط دار صادر) ج4 ص245 والكامل في التاريخ لابن الأثيرج4 ص12 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج12 ص45.

([16]) تاريخ الأمم والملوك (بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم) ج4 ص487 و (ط دار صادر) ج3 ص501 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص21 والغارات ج2 ص922 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج5 ص160 وقاموس الرجال ج11 ص527.

([17]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج13 ص314 وراجع: الإستيعاب ج2 ص372.

([18]) قاموس الرجال ج6 ص108 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص314 و 315 وراجع: المعجم الكبير للطبراني ج3 ص165 وتفسير الرازي ج16 ص120 و 121 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص262 وتهذيب الكمال ج5 ص502 وراجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص68 والبداية والنهاية ج5 ص25 والسيرة النبوية لاين كثير ج4 ص35 وراجع: الهداية الكبرى للخصيبي ص82 والمسترشد للطبري ص593 والخرائج والجرائح ج1 ص100والعمدة لابن البطريق ص341 والصوارم المهرقة ص7 و 8 وكتاب الأربعين للشيرازي ص135 والبحار ج21 ص233 و 234 و 247 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص200 ومجمع الزوائد ج1 ص109والمعجم الكبير للطبراني ج3 ص164 و 165 وكنز العمال ج1 ص369 والدر المنثور ج3 ص259 وسماء المقال في علم الرجال للكلباسي ج1 ص16 وإمتاع الأسماع ج2 ص75 وج9 ص328 وإعلام الورى ج1 ص246.

([19]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج13 ص315 الأمالي للشيخ الطوسي «رحمه الله» ص182 والدرجات الرفيعة ص263 و موسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج12 ص44 وقاموس الرجال ج11 ص527 والمسترشد للطبري ص597 والبحار ج33 ص305 و 306 وج82 ص267 وج28 ص100.

([20]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج13 ص315 وكنز العمال ج1 ص217 و 277 وتاريخ مدينة دمشق ج46 ص171 والبداية والنهاية ج6 ص241 وج7 ص315 وإمتاع الأسماع ج12 ص203 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص150 ونهج السعادة للمحمودي ج2 ص55 والأمالي للمفيد ص30.

([21]) مروج الذهب ج2 ص392 والبحار ج30 ص208 واليقين ص167 و (ط مؤسسة دار الكتاب ـ الجزائري) ص444 ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج11 ص306 عن الخصال، ومستدركات علم رجال الحديث ج5 ص75 و 386 وشرح العينية الحميرية للفاضل الهندي ص526.

([22]) الإحتجاج ج1 ص99 و 104، وراجع: الخصال ج2 ص462 ورجال البرقي، والدر النظيم ص442.

([23]) شرح النهج للمعتزلي ج2 ص58، وراجع: تاريخ الأمم والملوك (تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم) ج3 ص388 وراجع: السقيفة وفدك للجوهري ص55 والدرجات الرفيعة ص393.

([24]) راجع : ترجمة خالد بن سعيد بن العاص في قاموس الرجال ج4 ص120 ـ 127 وتنقيح المقال ج1 وغير ذلك.

([25]) راجع: البحار ج41 ص96 عن ابن إسحاق، ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج2 ص333.

([26]) أقرب الموارد ج2 ص1252.

([27]) راجع: الإصابة ج3 ص18 ـ 20 و (ط دار الكتب العلمية) ج4 ص569 و 570.

([28]) راجع: تاريخ دمشق ج46

([29]) الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص520 و (ط دار الجيل) ج3 ص1202 والإصابة ج3 ص18 وفيه: أنه شهد فتوح الشام وفتوح العراق.

([30]) سفينة البحار ج6 ص482 والبحار ج41 ص96 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص606 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص334.

([31]) الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص523 و 538 و (ط دار الجيل) ج2 ص773 وج3 ص1205 والإصابة ج3 ص19 عن ابن سعد، والواقدي، وابن أبي شيبة، وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص172 وأسد الغابة لابن الأثير ج3 ص66 والسنن الكبرى للبيهقي ج10 ص113.

([32]) البحار ج41 ص96 عن المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص606 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص333 وسفينة البحار ج6 ص482.

([33]) راجع: الإصابة ج3 ص19 و (ط دار الكتب العلمية) ج4 ص571 عن الطبراني عن محمد بن سلام الجمحي، وتاريخ مدينة دمشق ج46 ص385 والمعجم الكبير للطبراني ج17 ص45 ومجمع الزوائد ج5 ص319.

([34]) الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص238 و (ط دار الجيل) ج2 ص773 حول طليحة، والإصابة ج2 ص234 و (ط دار الكتب العلمية) ج3 ص440، وراجع حول عمرو: الإستيعاب (ط دار الجيل) ج3 ص1201 والإصابة ج3 ص18 و (ط دار الكتب العلمية) ج4 ص586 وسفينة البحار ج6 ص483 عن تنقيح المقال وثمة مصادر أخرى تقدمت في بعض الهوامش.

([35]) البحار ج41 ص96 عن المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص606 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص334 وسفينة البحار ج6 ص482.

([36]) البحار ج41 ص96 عن المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص606 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص334.

([37]) راجع: أقرب الموارد ج1 ص665.

([38]) الإصابة ج3 ص18 و (ط دار الكتب العلمية) ج4 ص569 وتاريخ مدينة دمشق ج49 ص494 وأسد الغابة ج4 ص133 والبداية والنهاية ج6 ص364 وخزانة الأدب للبغدادي ج2 ص394.

([39]) تاريخ مدينة دمشق ج46 ص389 وقال في هامشه: رواه المعافي بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ج2 ص214 و 215 وراجع: شرح النهج للمعتزلي ج6 ص362.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان