أين دفن النبي ؟!

   

صفحة :101-140   

أين دفن النبي ؟! 

الإختلاف في موضع دفن النبي وفي الصلاة عليه:

روى الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد عن الحلبي، عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: أتى العباس أمير المؤمنين «عليه السلام»، فقال: يا علي، إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» في بقيع المصلى، وأن يؤمهم رجل منهم.

فخرج أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى الناس فقال: أيها الناس، إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» إمام حياً وميتاً.

وقال: إني أدفن في البقعة التي أقبض فيها.

ثم قام على الباب فصلى عليه، ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون([1]).

واختلفوا أين يدفن، فقال بعضهم: في البقيع.

وقال آخرون: في صحن المسجد.

فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: إن الله لم يقبض نبيه إلا في أطهر البقاع، فينبغي أن يدفن في البقعة التي قبض عليها.

فاتفقت الجماعة على قوله، ودفن في حجرته([2]).

وروي أنه لما فرغ علي «عليه السلام» من غسل رسول الله«صلى الله عليه وآله» وكفنه أتاه العباس، فقال: يا علي، إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي «صلى الله عليه وآله» في بقيع المصلى، وأن يؤمهم رجل منهم [واحد].

فخرج علي «عليه السلام» إلى الناس، فقال: يا أيها الناس، أما تعلمون أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» إمامنا حياً وميتاً؟. وهل تعلمون أنه لعن من جعل القبور مصلى، ولعن من جعل مع الله إلهاً، ولعن من كسر رباعيته، وشق لثته؟

قال: فقالوا: الأمر إليك، فاصنع ما رأيت.

قال: وإني أدفن رسول الله «صلى الله عليه وآله» في البقعة التي قبض فيها([3]).

وعند المفيد وغيره أنه قال: «إن الله لم يقبض نبياً في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه، إني لدافنه في حجرته التي قبض فيها. فسلم القوم لذلك ورضوا به»([4]).

الصدمة الكبرى لعائشة:

قال علي «عليه السلام» لرسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا رسول الله، أمرتني أن أصيرك في بيتك إن حدث بك حدث؟

قال: نعم يا علي بيتي قبري.

قال علي «عليه السلام»: فقلت: بأبي وأمي، فحد لي أي النواحي أصيرك فيه.

قال: إنك مسخر بالموضع وتراه.

قالت له عايشة: يا رسول الله فأين أسكن؟

قال: «اسكني أنت بيتاً من البيوت، إنما هي بيتي، ليس لك فيه من الحق إلا ما لغيرك، فقري في بيتك ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى، ولا تقاتلي مولاك ووليك ظالمة شاقة، وإنك لفاعلة».

فبلغ ذلك من قوله عمر، فقال لابنته حفصة: مري عايشة لا تفاتحه في ذكر علي ولا تراده، فإنه قد استهيم فيه في حياته وعند موته، إنما البيت بيتك لا ينازعك فيه أحد، فإذا قضت المرأة عدتها من زوجها كانت أولى ببيتها، تسلك إلى أي المسالك شاءت([5]).

ونقول:

قد أثبتنا بما لا مجال معه للشك أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد دفن في بيت فاطمة «عليها السلام».. وقد يتخيل أن هذه الرواية لا تنسجم مع النتيجة التي أوصلتنا إليها تلك الأدلة..

غير أننا نقول:

إن هذا خيال لا واقع له، وذلك للأمور التالية:

1 ـ إن الرواية المتقدمة لم تذكر لنا متى جرت هذه المحاورة.

2 ـ لقد كان للنبي «صلى الله عليه وآله» بيوت كثيرة. وقد أكدت الرواية المشار إليها على أن جميع البيوت هي للنبي «صلى الله عليه وآله»، ومعنى ذلك: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يملِّك زوجاته بيوت سكناهن، بل هو أسكنهن فيها وحسب.

فقول عائشة حين جيء بجنازة الإمام الحسن «عليه السلام»: «نحوا ولدكم عن بيتي، ولا تدخلوا بيتي من لا أحب»([6]). ليس له ما يبرره..

3 ـ إن النبي «صلى الله عليه وآله» وكذلك علي «عليه السلام» لم يحددا أي بيت من بيوته «صلى الله عليه وآله» موضعاً لدفنه «صلى الله عليه وآله». ولكن عائشة حددت: أن مدفنه «صلى الله عليه وآله» سيكون في بيتها، ولم يردعها النبي «صلى الله عليه وآله» ولا علي «عليه السلام» عن هذا الإعتقاد..

ولكن ذلك لا يحتم الإلتزام بقولها.

4 ـ إن علياً «عليه السلام» طلب من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يحدد له المكان بصورة أدق. وإذ بالنبي «صلى الله عليه وآله» يعلن أنه «عليه السلام» يرى الموضع، فإن كان يعرف الموضع ويراه، فلماذا يسأل عنه؟!

ألا يدل ذلك على أن المقصود من هذا السؤال هو إسماع الغير ـ وهو عائشة بالتحديد ـ لكي لا يتهم علي «عليه السلام» بأنه قد تصرف من عند نفسه؟!

على أن هذه الكلمة النبوية قد أشارت إلى أنه «عليه السلام» إنسان إلهي، مسدد ومؤيد منه تعالى، ولا يحتاج حتى إلى أن يحدد له الرسول «صلى الله عليه وآله» الموضع، الأمر الذي يجعل الإعتراض عليه في هذا الأمر وفي سواه غير منطقي ولا واقعي ولا مقبول.

5 ـ واللافت: أن اهتمام عائشة قد انصب على موضع سكناها، لو دفن النبي «صلى الله عليه وآله» في البيت الذي تسكن فيه، مع أننا كنا نتوقع أن يكون اهتمامها بحياة رسول الله «صلى الله عليه وآله» أكثر وأكبر، وأن تعلن أنها على استعداد لتقديم أي شيء فداء لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، وطلباً لرضاه..

6 ـ من الذي أخبر عائشة أنه «صلى الله عليه وآله» كان يريد أن يدفن في بيت سكناها، ومن الذي قال: إنه سوف لا يطلب الإنتقال عنه إلى بيت فاطمة «عليها السلام» في أيامه الأخيرة ليموت ويدفن فيه؟!

7 ـ إن الرواية قد صرحت: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» أمر عائشة بأن تقر في بيتها، فأشار بذلك أنه سوف لا يدفن في ذلك البيت، وأنه لن يؤخذ منها، أو على الأقل لن تخرج منه، بل ستبقى فيه..

8 ـ إنه «صلى الله عليه وآله» قد أخبرها أنها سوف لا تقر في بيتها، بل سوف تحارب وليها ومولاها ظالمة له شاقة لعصا الطاعة.

9 ـ ألا ترى معي: أن هذا الحوار بين النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام»، كان يهدف إلى استدراج عائشة للدخول في الحديث، ثم توجيه هذا التحذير الشديد لها، الذي هو من الأخبار الغيبية، ومن أعلام النبوة؟!

10 ـ إن الأمر الأعظم والأهم لهذا الحوار هو ما نتج عنه من موقف جريء وقاس جداً لعمر بن الخطاب، حيث رد على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقرر لابنته حفصة: أن البيت بيتها.. ولا ينازعها فيه أحد..

11 ـ والأهم من ذلك اتهامه للنبي «صلى الله عليه وآله» بأنه استهيم بعلي «عليه السلام» حياً وميتاً، وكأنه يريد أن يقول: إن تصرفات النبي «صلى الله عليه وآله» تجاه علي «عليه السلام» لا تستند إلى مبررات معقولة.. بل هي نتيجة هيام خارج عن دائرة التعقل والحكمة. وكأن قوله في هذه الحادثة ينسجم مع ما صدر عنه في حق النبي «صلى الله عليه وآله» حين اتهمه بأنه يهجر أو غلبه الوجع.

12 ـ إن عمر قد أمر عائشة بالإمتناع عن مفاتحة النبي «صلى الله عليه وآله» بشيء من أمر علي «عليه السلام»، وأن لا تراده الكلام فيه، ربما لأنه خشي أن يتسبب ذلك بتصريح النبي «صلى الله عليه وآله» بأمور تزيد من تعقيد الأمور أمام مشاريعهم الإستئثارية..

13 ـ وأخيراً، فإن هذا التوجيه العمري لعائشة يظهر مدى التنسيق بين أركان هذه الجماعة في موضوع إقصاء علي «عليه السلام»، والإستئثار بالأمر..

هل أشار أبو بكر بدفن النبي في بيته؟!:

وقد ادعوا: أن أبا بكر هو الذي أشار بدفن النبي «صلى الله عليه وآله» في بيته، فقد روي عن ابن عباس قال: لما فرغ من جهاز رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم الثلاثاء وضع على سريره في بيته، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه، فقال قائل: ندفنه مع أصحابه بالبقيع.

وقال قائل: ادفنوه في مسجده.

فقال أبو بكر: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: «ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض».

فرفع فراش رسول الله «صلى الله عليه وآله» الذي توفي عليه، فحفروا له تحته([7]).

وعن عبد العزيز بن جريح: أن أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يدروا أين يقبروا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، حتى قال أبو بكر: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: لم يقبر نبي قط إلا حيث يموت، فأخذوا فراشه، وحفروا تحته([8]).

وقالوا عن هذا الحديث: هو منقطع، لأن ابن جريح لم يدرك أبا بكر([9]).

وعن عائشة قالت: لما قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: «ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه. ادفنوه في موضع فراشه»([10]).

قال ابن حجر الهيثمي: «..وهذا أول اختلاف وقع بين الصحابة، فقال بعضهم: ندفنه بمكة، مولده، ومنشئه.

وبعضهم: بمسجده.

وبعضهم: بالبقيع.

وبعضهم: ببيت المقدس، مدفن الأنبياء، حتى أخبرهم أبو بكر بما عنده من العلم([11]).

قال ابن زنجويه: وهذه سنة تفرد بها الصديق من بين المهاجرين والأنصار، ورجعوا إليه فيها»([12]).

وعن عائشة وهي تمجد علم أبيها: فما اختلفوا في لفظة إلا طار أبي بعبئها، وفصلها، وقالوا: أين ندفن رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟! فما وجدنا عند أحد في ذلك علماً.

فقال أبو بكر: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: ما نبي يقبض إلا دفن تحت مضجعه الذي مات فيه.

واختلفوا في ميراثه، فما وجدنا عند أحد في ذلك علماً، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة([13]).

ونقول:

إن ذلك لا يصح، فلاحظ الأمور التالية:

1 ـ لو سلمنا أن أبا بكر قد عرف هذه المسألة دون غيره، لأنه سمعها من النبي «صلى الله عليه وآله» فذلك لا يجعل لأبي بكر أية ميزة خارقة للعادة، ولا يجعله متضلعاً في العلوم والمعارف، وكم من الناس يحفظون شيئاً، وتغيب عنهم أشياء..

على أن هذا الذي حفظه أبو بكر ليس من الأمور الخطيرة والأساسية..

2 ـ إن سيرة أبي بكر قد أظهرت أن هناك مسائل كثيرة لم يكن يعرفها، أو أنه أخطأ الصواب في بيانها، وقد ذكر العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه «النص والاجتهاد» والعلامة الأميني في كتابه «الغدير» طائفة من هذه المسائل، فراجعهما.

3 ـ تقدم أن أبا بكر لم يحضر دفن رسول الله «صلى الله عليه وآله»([14])، وأنه لما فرغ علي «عليه السلام» من دفن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: ما فعل أهل السقيفة؟! بالإضافة إلى نصوص أخرى دلت على ذلك. إلا أن يكون هذا الإختلاف، قد حصل قبل ذهاب أبي بكر إلى السقيفة. ولم نر ما يدل على ذلك. بل مسار الأمور يظهر خلافه.

4 ـ وقد رووا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لهم: «ضعوني على سريري في بيتي، على شفير قبري»([15]).

وهذا معناه: أن دفنه في البيت الذي قبض فيه كان بوصية منه، فما معنى أن يختلفوا في موضع دفنه؟! إلا أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد قال ذلك لخصوص أبي بكر، الذي يفترض أن يكون في أيام مرض النبي «صلى الله عليه وآله» في جيش أسامة، وأن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» غاضباً من تخلفه عن ذلك الجيش، فلا يخصه ولا يسر إليه بشيء..

مع أنه قد يقال: إن ظاهر كلام النبي «صلى الله عليه وآله» أنه يخاطب جماعة كانوا حوله.. فما معنى قولهم: إن علم ذلك لم يوجد إلا عند أبي بكر؟!

5 ـ إنه لا يصح قول أبي بكر: «ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه»، أو نحو ذلك.. وذلك لأنهم يذكرون:

ألف: إن نوحاً «عليه السلام» قد نقل جثمان آدم «عليه السلام» من جبل أبي قبيس بعد أن كان قد دفن فيه، ودفنه في بيت المقدس، كما يرويه أهل السنة([16]).

أو إلى النجف الأشرف، في ظاهر الكوفة كما هو مروي عن أهل البيت «عليهم السلام»([17]).

وقد ورد في زيارة أمير المؤمنين «عليه السلام»: «السلام على ضجيعيك آدم ونوح»([18]).

ب: إن النبي يوسف «عليه السلام» قد استأذن ملك مصر في نقل جثمان أبيه يعقوب «عليه السلام» من مصر، ودفنه مع أهله في حبرون، في المغارة المعدة لتلك الأسرة المباركة، فأذن له، فنقله إليها، ودفنه فيها([19]).

ج: إن النبي موسى «عليه السلام» قد نقل جثمان النبي يوسف «عليه السلام» أيضاً إلى فلسطين (الشام)، ودفنه مع آبائه([20]).

6 ـ على أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد دلنا على موضع قبره في الحديث المشهور: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة»([21]).

فقد دل ذلك على أن قبره «صلى الله عليه وآله» قريب من المنبر..

وقد أوضحت النصوص الأخرى: أن القبر سيكون في بيته، حيث قال «صلى الله عليه وآله»: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» أو نحو ذلك([22]).

7 ـ إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أوصى علياً «عليه السلام» بتغسيله وتكفينه، وبالصلاة عليه ودفنه، وبغير ذلك، فلماذا لم يبين له أين يكون مدفنه، إذا كان له حكم خاص، وهو أنه لا يجوز نقله من موضع قبضه الله فيه، وما معنى أن يدّخر ذلك لأبي بكر دون سائر الناس؟!

إن عائشة نفسها تقول: اختلفوا في دفنه «صلى الله عليه وآله»، فقال علي «عليه السلام»: إن أحب البقاع إلي مكان قبض فيه نبيه([23]).

8 ـ قد تقدم: أنه «صلى الله عليه وآله» قال لعلي: بيتي قبري.. وأن عائشة اعترضت على ذلك. فقال لها: اسكني أنت بيتاً من البيوت.

9 ـ وأما حديث: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، فقد كذبته الزهراء وعلي، وابناهما «عليهم السلام»، ولا يقبل أحد بأن يخفي النبي «صلى الله عليه وآله» هذا الحكم عن جميع الناس حتى عن ابنته، ويخص به أبا بكر. ويفسح المجال ـ من ثم ـ لتكذيب أبي بكر، أو اتهامه، بعد الإستدلال على بطلان ما جاء به بالآيات، وتنشأ عن ذلك مشاحنات بلغت حد ضرب بنت النبي «صلى الله عليه وآله» التي يغضب الله لغضبها، ويرضى لرضاها. ويبقى الخلاف في الأمة في ذلك إلى يوم القيامة.

ومع غض النظر عن ذلك نقول:

إن هؤلاء أنفسهم يدّعون: أن هناك من كان يعلم هذا العلم، حيث زعموا ـ وإن كان ذلك من الأكاذيب ـ: أن علياً «عليه السلام»، والعباس، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وأمهات المؤمنين: كلهم كانوا يعلمون أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال ذلك، وأن أبا بكر إنما انفرد باستحضاره أولاً، ثم استحضره الآخرون([24]).

غير أننا نقول لهم:

إن هذا الترقيع لا يجديهم، فإن الإستحضار السريع إنما يدل على سرعة بديهته، وحفظه، ولا يفيد زيادة في علمه..

يضاف إلى ما تقدم: أن الصحيح هو أن أبا بكر ليس فقط استولى على إرث الزهراء «عليها السلام» من أبيها، وإنما هو استولى حتى على فدك التي ملّكها إياها النبي «صلى الله عليه وآله» في حال حياته، وقد كانت بيدها واستفادت منها عدة سنوات.

10 ـ واللافت هنا: أن أبا بكر قد كتب لفاطمة «عليها السلام» كتاباً بفدك، فدخل عمر بن الخطاب عليه فسأله: ما هذا؟

فقال: كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها.

فقال: مماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟! ثم أخذ عمر الكتاب فشقه([25]).

ثم لما ولي عمر بن عبد العزيز رد فدكاً إلى ورثة رسول الله «صلى الله عليه وآله»!!([26]).

ولهذا البحث مجال آخر..

في مكة أو في المدينة؟!:

ولم يقتصر الأمر على توزع الآراء بين دفنه في البقيع، أو في صحن المسجد، أو في الموضع الذي قبضه الله فيه.. بل تعداه إلى الإختلاف في دفنه في المدينة، أو في مكة عند جده إبراهيم الخليل ([27]).

وهذا الخلاف إن دل على شيء فهو يدل على أن الصحابة، أو فريق منهم على الأقل لم يكن يرى محذوراً في نقل جثمان النبي «صلى الله عليه وآله» من بلد إلى آخر.. ولم يعترض عليه الفريق الآخر بأن ذلك غير جائز أو منهي عنه، ولو نهي كراهة..

وجواز ذلك هو ما أفتى به فقهاء المذاهب الأربعة، فراجع([28]).

أين دفن النبي :

قال ابن كثير: «قد علم بالتواتر: أنه عليه الصلاة والسلام دفن في حجرة عائشة التي كانت تختص بها، شرقي مسجده، في الزاوية الغربية القبلية من الحجرة، ثم دفن بعده أبو بكر، ثم عمر..»([29]).

وقضية دفنه «صلى الله عليه وآله» في بيت عائشة رواها في صحيح البخاري وغيره عن عائشة بصورة عامة.. وعن ابن أختها عروة بن الزبير، كما يلاحظ في أكثر الروايات..

أما نحن فنشك في ذلك كثيراً، لأكثر من سبب:

السبب الأول:

أن بيت عائشة لم يكن في الجهة الشرقية من المسجد، لأمرين:

أحدهما: أن خوخة آل عمر الموجودة في الجانب القبلي في المسجد، وهي اليوم «يتوصل إليها من الطابق الذي بالرواق الثاني من أروقة القبلة، وهو الرواق الذي يقف الناس فيه للزيارة أمام الوجه الشريف بالقرب من الطابق المذكور..»([30]) ـ هذه الخوخة ـ قد وضعت في بيت حفصة الذي كان مربداً، وأخذته بدلاً عن حجرتها حين توسيع المسجد..

وقد كانت دار حفصة في قبلي المسجد([31]).

وكان بيت حفصة بنت عمر ملاصقاً لبيت عائشة من جهة القبلة([32]).

«والمعروف عند الناس أن البيت الذي كان على يمين الخارج من خوخة آل عمر المذكورة هو بيت عائشة»([33]).

وعلى هذا.. فيكون بيت عائشة في قبلي المسجد، لا في شرقيه، حيث يوجد القبر الشريف، أي أنه يكون في مقابله وبينه وبينه فاصل كبير..

الثاني: مما يدل على أن بيت عائشة كان في جهة القبلة من المسجد من الشرق، ما رواه ابن زبالة، وابن عساكر، عن محمد بن أبي فديك، عن محمد بن هلال: أنه رأى حُجَر أزواج النبي «صلى الله عليه وآله» من جريد، مستورة بمسوح الشعر، فسألته عن بيت عائشة.

فقال: كان بابه من جهة الشام.

قلت: مصراعاً كان أو مصراعين؟

قال: كان باب واحد([34]).

وفي عبارة ابن زبالة: مستورة بمسوح الشعر، مستطيرة في القبلة، وفي المشرق، والشام. ليس في غربي المسجد شيء منها الخ.. ([35]).

وقال ابن عساكر: وباب البيت شامي([36]).

فيستفاد من ذلك:

ألف: ما قاله المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني «رحمه الله»:

«قوله في الحديث (فسألته عن بيت عائشة) في هذا دلالة على أن الحجرة التي دفن فيها النبي «صلى الله عليه وآله» لم تكن بيت عائشة، إذ فيه دلالة على أن السائل يعلم أن بيتها لم يكن في الموضع الذي دفن فيه النبي «صلى الله عليه وآله».. ولذلك فهو يسأل عن موضع بيتها فيما عدا البيت الذي دفن فيه النبي «صلى الله عليه وآله» ليعرفه أين يقع..» انتهى.

ب: إن من المعلوم أن الجهة الشامية للمسجد هي الجهة الشمالية منه، كما صرحت به الرواية آنفاً، ويدل على ذلك أيضاً قول ابن النجار:

«قال أهل السير: ضرب النبي «صلى الله عليه وآله» الحجرات ما بينه وبين القبلة، والشرق إلى الشام، ولم يضربها في غربيه. وكانت خارجة عنه مديرة به. وكان أبوابها شارعة في المسجد»([37]).

وأيضاً: «وجه المنبر، ووجه الإمام إذا قام على المنبر بجهة الشام»([38]).

ومن المعلوم: أن الجالس على المنبر يكون ظهره إلى القبلة، ووجهه إلى الجهة المقابلة لها..

فإذا تحقق ذلك.. وإذا كان باب بيت عائشة يقابل الجهة الشمالية، فإن ذلك معناه: أن بيتها كان في جهة القبلة من المسجد..

وكان باب حجرتها يفتح على المسجد مباشرة، حتى إنها تقول: إنها كانت ترجِّل النبي «صلى الله عليه وآله»، وهو معتكف في المسجد، وهي في بيتها، وهي حائض([39]).

وقد حاول البعض توجيه ذلك: بأن المراد من الباب الذي لجهة الشام هو الباب الذي شرعته عائشة لما ضربت حائطاً بينها وبين القبور، بعد دفن عمر..

وأجاب السمهودي بقوله:

«وفيه بُعد، لأنه سيأتي ما يؤخذ منه أن الحائط الذي ضربته كان في جهة المشرق»([40]).

وإذا كان في جهة المشرق؛ فلا بد أن يكون الباب فيه مقابلاً للمغرب، لا لجهة الشام.

ج: ويدل على كون بيت عائشة في جهة القبلة: أن الحُجر كانت تبدأ من بيت عائشة، وتنتهي إلى منزل أسماء بنت حسن، كما نص على ذلك من شاهدها([41]).

د: إن رواية ابن عساكر، وابن زبالة المتقدمة تنص على أنه لم يكن لبيت عائشة إلا باب واحد، بمصراع واحد..

وهم يقولون: إنه قد صُلِّي على النبي «صلى الله عليه وآله»، وهو على شفير حفرته، ودفن في حجرة لها بابان..

فقد روى ابن سعد، عن أبي عسيم، قال: لما قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله»، قالوا: كيف نصلّي عليه؟

قالوا: ادخلوا من ذا الباب ارسالاً ارسالاً، فصلّوا عليه، واخرجوا من الباب الآخر..([42]).

ويمكن المناقشة في الرواية التي كان السؤال فيها عن كون الباب فيه مصراعاً أو مصراعين:

بأن الجواب لا بد أن يطابق السؤال، فإذا كان السؤال عن مصاريع الباب، لا عن عدد الأبواب، فلا بد أن يكون الجواب عن ذلك أيضاً.. ولا يدل ذلك على أنه لم يكن للحجرة باب آخر.

هـ: سيأتي: أنهم يزعمون: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان في مرضه (أي قبل انتقاله إلى بيت فاطمة) في حجرة عائشة؛ فكشف الحجاب؛ فكاد الناس أن يفتنوا وهم في الصلاة لما رأوا رسول الله «صلى الله عليه وآله».. الأمر الذي يدل على أن حجرة عائشة كانت في طرف القبلة في مقابل المصلِّين..

وأما ما ذكرته الرواية من صلاة أبي بكر في الناس فقد كان ذلك بغير رضى من النبي «صلى الله عليه وآله».

وقد جاء «صلى الله عليه وآله» إليه رغم مرضه، وأخرّه، وصلى مكانه. وقد بحثنا هذا الأمر في موضع آخر من هذا الكتاب..

السبب الثاني:

قال ابن سعد: «واشترى (يعني معاوية) من عائشة منزلها بمئة وثمانين ألف درهم، ويقال بمائتي ألف. وشرط لها سكناها حياتها. وحمل إلى عائشة المال، فما رامت من مجلسها حتى قسمته.

ويقال: اشتراه ابن الزبير من عائشة، بعث إليها ـ يقال ـ خمسة أجمال بخت تحمل المال، فشرط لها سكناها، حياتها، فما برحت حتى قسمت ذلك الخ..»([43]).

ولا ينبغي أن يتوهم: أن المقصود ببيت عائشة هنا هو البيت الذي أخذته من سودة، التي توفيت في أواخر خلافة عمر، إذ قد:

أسند ابن زبالة، عن هشام بن عروة، قال: إن ابن الزبير ليعتد بمكرمتين ما يعتد أحد بمثلها: إن عائشة أوصته ببيتها وحجرتها، وإنه اشترى حجرة سودة([44]).

فعائشة إذن، قد باعت بيتها وأكلت ثمنه، فكيف يقولون: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد دفن في حجرتها؟!

والمفروض: أن الحجرة كانت من الصغر بحيث لا تتسع لدفن ثلاثة أشخاص.

واحتمال أن يكون المقصود هو بيتها المستحدث، لا يصح، لأن سياق الكلام ناظر إلى حجر أزواج النبي «صلى الله عليه وآله»، التي خُصِّصت لهن من قبله «صلى الله عليه وآله».

كما أن معاوية لا يدفع هذا المال الكثير إلا لينال شرفاً، أو ليحرم الآخرين شرفاً بزعمه.. وهذا الشرف هو الحصول على مكان ينسب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

إلا إن كان هدفه هو تعظيم شأن عائشة. ولم نشعر أنه يهتم لها كثيراً، كما أظهره موقفه منها حين عارضت سياساته في قتل أخيها، وحجر بن عدي، وسواهما..

السبب الثالث:

أنهم يقولون: إن الموضع قد ضاق حتى لم يعد فيه إلا موقع قبر واحد، فدفن فيه عمر..

فقد روى البخاري، وغيره: أن عمر بن الخطاب لما أرسل إلى عائشة يسألها أن يدفن مع صاحبيه.

قالت: كنت أريده لنفسي، فلأوثرنه اليوم على نفسي..([45]).

قال ابن التين: «كلامها في قصة عمر يدل على أنه لم يبق ما يسع إلا موضع قبر واحد»([46]).

وإن كان هذا يتناقض مع قولها حين دفن الإمام الحسن «عليه السلام»: أنه لم يبقى في حجرة رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلا موضع قبرواحد([47]).

ويؤيد ذلك: أنه «لما أرسل عمر إلى عائشة؛ فاستأذنها أن يدفن مع النبي «صلى الله عليه وآله» وأبي بكر فأذنت.

قال عمر: إن البيت ضيق، فدعا بعصا؛ فأتي بها، فقدر طوله، ثم قال: احفروا على قدر هذه»([48]).

ورووا: أنه جاف([49]) بيت النبي «صلى الله عليه وآله» من شرقيه، فجاء عمر بن عبد العزيز، ومعه عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فأمر ابن وردان: أن يكشف عن الأساس، فبينا هو يكشفه إلى أن رفع يده، وتنحى واجماً، فقام عمر بن عبد العزيز فزعاً، فقال عبد الله بن عبيد الله: لا يروعنّك، فتانك قدما جدك عمر بن الخطاب، ضاق البيت عنه، فحفر له في الأساس الخ..

وفي الصحيح، قال عروة: ما هي إلا قدم عمر([50]).

وإذ قد عرفنا: أن الحجرة التي دفن فيها النبي «صلى الله عليه وآله» قد ضاقت حتى دفن عمر في الأساس..

فلننظر إلى بيت عائشة الذي كانت تسكن وتتصرف فيه.. فإننا نجد: أنه كان واسعاً وكبيراً.. وبقيت تتصرف فيه في الجهات المختلفة، فليلاحظ ما يلي:

1 ـ تقدم: أن عائشة قد باعت بيتها لمعاوية، أو لابن الزبير.

2 ـ إن عائشة قد عرضت على عبد الرحمن بن عوف أن يدفن مع النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله»..([51]).

ومنع بنو أمية من دفن الإمام الحسن «عليه السلام» عند جده، حينما ظنوا أن الحسين «عليه السلام» يريد دفنه هناك([52]).

بل يقال: إن عائشة نفسها هي التي تزعّمت عملية المنع عن دفنه هناك..([53])، وإن ادّعى البعض: أنها قد أذنت في ذلك، لكن بني أمية منعوا منه..([54]).

كما أنهم يروون أن عيسى بن مريم سوف يكون رابع من يدفن هناك..([55]).

ثم إن نفس عائشة تصف القبور الثلاثة ثم تقول: «وبقي موضع قبر»([56]).

وأما ما روي عنها من أنها استأذنت النبي «صلى الله عليه وآله» إن عاشت بعده أن تدفن إلى جانبه، فقال لها: وأنى لك بذلك وليس في ذلك الموضع إلا قبري، وقبر أبي بكر، وعمر، وعيسى ابن مريم([57]).

فلا يصح لقول الحافظ: لا يثبت([58])، ولأنها كانت تريد أن تدفن في ذلك الموضع، لكن منعها من ذلك أنها أحدثت بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله».

أضف إلى ذلك: أن هذا لا يلتقي مع زعمهم أن المكان ضاق حتى حفروا لعمر في الأساس.

ثم إنهم يروون عنها أنها تقول: ما زلت أضع خماري، واتفضل في ثيابي حتى دفن عمر، فلم أزل متحفظة في ثيابي حتى بنيت بيني وبين القبور جداراً ([59]).

وعن مالك قال:

قسم بيت عائشة قسمين: قسم كان فيه القبر، وقسم تكون فيه عائشة، بينهما حائط([60]).

وكل ذلك يدل دلالة قاطعة على أن الحجرة التي تدعوهم أو تعدهم للدفن فيها، أو تمنعهم من الدفن فيها كانت متسعة. والمفروض: أن الحجرة التي تدّعي أن النبي «صلى الله عليه وآله» دفن فيه قد ضاقت حتى دفن عمر، فوضعت في الأساس. فهل هما حجرتان؟! أم حجرة واحدة؟!

أو يقال: إن عائشة قد استولت على بيت فاطمة «عليها السلام»، وأضافت عليه ما اتسع به. وصارت تجيز هذا وتمنع ذاك.

وملاحظة أخيرة نذكرها: عن احتجاب عائشة حين دفن عمر وهي: أن هذه القضية قد حيرتنا أيضاً.

وهل بلغ بها التقى أن صارت تتستر من الأموات وهم في قبورهم؟!..

فكيف إذن لم تتستر من عشرات الألوف من الرجال الأحياء، حينما خرجت لتحارب أمير المؤمنين «عليه السلام» في حرب الجمل، وغيرها؟!

وكيف توصي ابن الزبير بأن لا يدفنها مع النبي «صلى الله عليه وآله» لأنها لا تحب ان تزكى([61]).

أو لأنها قد احدثت بعده؟

فَلِمَ لَمْ تعلل ذلك بوجود عمر؟

أليست جثة عمر لا تزال موجودة في ذلك الموضع؟!..

وعلى كل حال.. فإنه بعد دفن النبي «صلى الله عليه وآله» في تلك الحجرة، وهي حجرة فاطمة «عليها السلام» كما سيأتي.. أخليت من ساكنيها، وأظهرت للناس.. واستولت عليها عائشة، واستولت على غيرها.. وسكنت هناك، مستفيدة من قوات السلطة وهيبتها..

وكان أول من بنى على بيت النبي «صلى الله عليه وآله» جداراً عمر بن الخطاب.

قال عبيد الله بن أبي يزيد: «كان جداره قصيراً، ثم بناه عبد الله بن الزبير..»([62]).

وعن المطلب قال: كانوا يأخذون من تراب القبر، فأمرت عائشة بجدار فضرب عليهم، وكانت في الجدار كوّة، فكانوا يأخذون منها، فأمرت بالكوّة فسدّت([63]):

أو أنهم سدوا أو ستروا على القبر بعد محاولة الحسين دفن أخيه الحسن هناك([64])، اتقاء منهم لمثل هذا الأمر، حتى لا يتكرر بعد.

والسبب الرابع:

أن الأدلة تدل على أنه «صلى الله عليه وآله» قد دفن في بيت ابنته فاطمة الزهراء «عليها السلام»، ثم استولت عليه عائشة، واستقرت فيه، وضربت جداراً بينها وبين القبور، وبقيت تحتلُّ هذا البيت الطاهر ـ كما قدمنا ـ الذي كان في وسط بيوت أزواج النبي «صلى الله عليه وآله» كما ذكره ابن عمر([65]).

ونستند في ذلك إلى ما يلي:

1 ـ روى الصدوق في أماليه رواية مطوّلة، عن ابن عباس، جاء فيها:

«..فخرج رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وصلّى بالناس، وخفف الصلاة، ثم قال: ادعوا لي علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، فجاءا، فوضع «صلى الله عليه وآله» يده على عاتق علي، والأخرى على أسامة، ثم قال: انطلقا بي إلى فاطمة.

فجاءا به، حتى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين..» ثم ذكر قضية وفاته هنا([66]).

2 ـ قال السمهودي: «أسند ابن زبالة، ويحيى بن سليمان بن سالم، عن مسلم بن أبي مريم، وغيره: كان باب فاطمة بنت رسول الله في المربعة التي في القبر.

قال سليمان: قال لي مسلم: لا تنس حظّك من الصلاة إليها، فإنها باب فاطمة «عليها السلام»، الذي كان علي يدخل عليها منه»([67]).

وعن ابن أبي مريم: «إن عرض بيت فاطمة بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى الاسطوانة التي خلف الاسطوانة المواجهة للزور قال: وكان بابه في المربعة التي في القبر.

وقد أسند أبو غسان ـ كما قال ابن شبة ـ عن مسلم بن سالم، عن مسلم بن أبي مريم، قال: عرس علي «عليه السلام» بفاطمة بنت رسول الله إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوانة المواجهة للزور. وكانت داره في المربعة التي في القبر.

وقال مسلم: لا تنس حظّك من الصلاة إليها، فإنه باب فاطمة، التي كان علي يدخل إليها منها، وقد رأيت حسن بن زيد يصلّي إليها»([68]).

فهل كان علي «عليه السلام» يدخل على زوجته من وسط حجرة عائشة؟

أم أن عائشة أو غيرها من زوجاته «صلى الله عليه وآله» كانت من محارمه «عليه السلام»؟!

إن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن ذلك الموضع هو بيت فاطمة التي ظلمت في مماتها، كما ظلمت في حياتها: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}([69]).. وليس هو بيت عائشة، كما تريد أن تدعي هي ومحبوها!!

3 ـ إن لدينا ما يدل على أن شرقي الحجرة كان في بيت فاطمة. وإذن.. فعائشة كانت تسكن في بيت فاطمة حينما ضربت الجدار!!..

«قال ابن النجار: وبيت فاطمة اليوم حوله مقصورة، وفيه محراب، وهو خلف حجرة النبي «صلى الله عليه وآله».

قلت (أي السمهودي): الحجرة اليوم دائرة عليه، وعلى حجرة عائشة، بينه وبينه موضع تحترمه الناس، ولا يدوسونه بأرجلهم، يذكر أنه موضع قبر فاطمة «عليها السلام».

وقد اقتضى ما قدمناه: أن بيت فاطمة كان فيما بين مربعة القبر، وأسطوان التهجد»([70]).

وعن مدفن فاطمة «عليها السلام» يرى ابن جماعة: «أن أظهر الأقوال هو أنها دفنت في بيتها». وهو مكان المحراب الخشب، داخل مقصورة الحجرة الشريفة من خلفها. وقد رأيت خدام الحضرة يجتنبون دوس ما بين المحراب المذكور وبين الموضع المزور من الحجرة الشريفة الشبيه بالمثلث، ويزعمون أنه قبر فاطمة([71]).

ومن الواضح: أن أسطوان التهجد يقع على طريق باب النبي «صلى الله عليه وآله» مما يلي الزور ([72]).

أي خلف بيت فاطمة([73]).

قال السمهودي عن موضع تهجد النبي «صلى الله عليه وآله»:

«قلت: تقدم في حدود المسجد النبوي ما يقتضي أن الموضع المذكور كان خارج المسجد، تجاه باب جبريل قبل تحويله اليوم. وهو موافق لما سيأتي عن المؤرخين في بيان موضع هذه الاسطوانة»([74]).

وإذا كان كذلك: فإن بيت علي يقع بين باب النبي «صلى الله عليه وآله» والحجرة الشريفة. وباب النبي «صلى الله عليه وآله» هو أول الأبواب الشرقية مما يلي القبلة، وقد سد الآن..

ويقولون: إنه سمي بذلك لا لأن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يدخل منه، بل لأنه في مقابل حجرة عائشة..

بل نجد ابن النجار يصرح: بأن هذا الباب هو نفسه باب علي «عليه السلام» ([75]).

وهذا يعني: أن ما بين الحجرة التي فيها القبر الشريف، وباب النبي «صلى الله عليه وآله» كان من بيت فاطمة «عليها السلام»، وحيث دفنت.

ويدل عليه: أنها «عليها السلام» دفنت داخل مقصورة الحجرة من خلفها.. أي تماماً حيث كانت عائشة مقيمة، بعد أن ضربت الجدار على القبور التي كانت مكشوفة لكل أحد، فتصرفت فيه عائشة بمساعدة السلطة، بعد أن تركه أهله الذين حرموا منه كما حرموهم من إرث نبيهم..

4 ـ ويدل على ما ذكرناه أيضاً: قول السمهودي في مقام بيان موضع باب النبي «صلى الله عليه وآله»، وباب جبريل: «الثاني: باب علي، الذي كان يقابل بيته الذي خلف بيت النبي»([76]).

وقال أيضاً: «ويحتمل أن بيت علي «عليه السلام» كان ممتداً في شرقي حجرة عائشة إلى موضع الباب الأول، (يعني باب النبي «صلى الله عليه وآله») فسمي باب علي بذلك، ويدل له: ما تقدم عن ابن شبة في الكلام على بيت فاطمة، من أنه كان فيما بين دار عثمان التي في شرقي المسجد، وبين الباب المواجه لدار أسماء. ويكون تسميته الباب الثاني بباب النبي «صلى الله عليه وآله» لقربه من بابه الخ..»([77]).

إذن.. فبيت فاطمة يكون ممتداً من شمالي الحجرة التي دفن فيها النبي «صلى الله عليه وآله» إلى شرقيها، وإذا صح كلام ابن شبة هذا، فإنه يصل إلى قبليها أيضاً..

والمفروض هو أن باب فاطمة وعلي «عليهما السلام» كان شارعاً في المسجد أيضاً..

فكيف استدار بيت فاطمة «عليها السلام» على بيت عائشة وطوقه بهذا الشكل العجيب، من الشمال إلى الشرق.. ويحتمل إلى القبلة أيضاً؟!.

عجيب!! وأي عجيب!!..

وما معنى: أن تسكن عائشة في شرقي الحجرة، وتضرب بينها وبين القبور جداراً؟

أوليس شرقي الحجرة كان جزءاً من بيت فاطمة؟!

وكيف يكون باب بيت فاطمة «عليها السلام» في نفس حجرة عائشة؟!

وهل هناك مسافات شاسعة بين المسجد وبين باب النبي «صلى الله عليه وآله»، أو باب جبريل، تسع عدة بيوت وحُجر؟!

إن كل ذلك يدل على صحة رواية الصدوق المتقدمة، وأنه «صلى الله عليه وآله» قد دفن في بيت فاطمة «عليها السلام»، لا في بيت عائشة..

ونعتقد: أنه قد انتقل من دار عائشة إلى دار فاطمة «عليها السلام» في نفس اليوم الذي توفي فيه، وهو يوم الإثنين([78])، وذلك لأنه في يوم الإثنين، وحين صلاة الفجر كان لا يزال في بيت عائشة الذي كان لجهة القبلة، إذ قد روى البخاري:

«أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الإثنين، وأبو بكر يصلي لهم، لم يفجأهم إلا رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة..

إلى أن قال: وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم؛ فرحاً برسول الله «صلى الله عليه وآله»..»([79]).

وبضم رواية الصدوق المتقدمة، الدالة على أنه «صلى الله عليه وآله» خرج فصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم وضع يده على عاتق علي «عليه السلام» والأخرى على عاتق أسامة، ثم انطلقا به إلى بيت فاطمة «عليها السلام»، فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها..

ثم يذكر قضية استئذان ملك الموت، حيث كانت وفاته بعد مناجاته لعلي «عليه السلام»؛ فراجع..

فبضم هذه الرواية إلى ما تقدم نفهم أنه قد انتقل إلى بيت فاطمة «عليها السلام» في نفس اليوم الذي توفي فيه، بعد أن صلى بالناس.

وأما أنه رفع الستر ثم عاد فأرخاه؛ فلم يَروه حتى توفي حسبما ذكرته رواية البخاري الآنفة الذكر.. فلا يصح؛ لأن رواية ابن جرير تصرح بأنه عزل أبا بكر عن الصلاة في نفس اليوم الذي توفي فيه، فراجع([80]).

وبعد ذلك كله.. لا يبقى أي شك أو ريب في أنه «صلى الله عليه وآله» قد دفن في بيت فاطمة «عليها السلام»، لا في بيت عائشة. ولكن فاطمة قد ظلمت بعد مماتها كما ظلمت في حال حياتها..

«وسيعلم الذين ظلموا آل محمد، عن طريق تزوير الحقيقة والتاريخ، فضلاً عن مختلف أنواع الظلم الأخرى.. أي منقلب ينقلبون..».


([1]) الكافي ج1 ص451 والبحار ج22 ص539 و 540 وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.

([2]) البحار ج22 ص525 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص505 و 506 و (نشر المطبعة الحيدرية) ج1 ص206 وعن الكافي ج1 ص451 وتهذيب الأحكام ج6 ص3 وروضة الواعظين ص71 والدر النظيم ص196 وإعلام الورى للطبرسي ج1 ص54 والمقنعة للمفيد ص457.

([3]) البحار ج22 ص525 و 536 و 537 و 508 عن كفاية الأثر ص 304 وعن فقه الرضا ص20 والمقنعة للمفيد ص457 وتهذيب الأحكام ج6 ص3 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص505 و 506 و (نشر المطبعة الحيدرية) ج1 ص206 والدر النظيم ص196.

([4]) البحار ج22 ص517 وراجع ص524 و 529 و 536 عن فقه الرضا ص20 و 21 وراجع المناقب ج1 ص 303 ـ 306 وإعلام الورى ص143 و 144 وعن كفاية الأثر ص304 والأنوار البهية ص47.

([5]) البحار ج22 ص494.

([6]) راجع: الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص35 والإرشاد للمفيد ج2 ص18 والخرائج والجرائح ج1 ص242 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص149 والبحار ج44 ص153 و 154 و 157 والأنوار البهية ص92 والدرجات الرفيعة ص125 وقاموس الرجال ج12 ص300 وأعيان الشيعة ج1 ص576 والجمل للمفيد ص234 وكشف الغمة ج2 ص209 مناقب آل أبي طالب ج3 ص204. وراجع: روضة الواعظين ص168.

([7]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص333 و 334 عن ابن سعد، وابن ماجة، وأبي يعلى، وفي هامشه عن: ابن سعد ج1 ص223 وابن ماجة (1628) والبيهقي في الدلائل ج7 ص260 ومن مسند أبي بكر ص78 وانظر نصب الراية ج2 ص298. وراجع: البداية والنهاية ج5 ص287 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص531.

([8]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص334 عن أحمد، والترمذي بسند صحيح، وقال في هامشه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف [ج3 ص516] (6534) وانظر الكنز [ج7 ص226] (18735 و 32237) و (32263). وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص529.

([9]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص334.

([10]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص334 عن الترمذي، وأبي يعلى، وقال في هامشه: أخرجه الترمذي (1018) وانظر الكنز [ج7 ص236] (18761 و 32236). وراجع: الشمائل المحمدية للترمذي ص202 والبداية والنهاية ج5 ص287 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص530.

([11]) الصواعق المحرقة ص34 والصوارم المهرقة ص129 والغدير ج7 ص 18.

([12]) المصادر السابقة.

([13]) المصادر السابقة.

([14]) راجع: المصنف لابن أبي شيبة ج14 ص 568 وكنز العمال ج5 ص652.

([15]) شرح النهج للمعتزلي ج13 ص39 وراجع: الخصائص الكبرى للسيوطي ج2 ص484 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص30 و 39 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص62 والبداية والنهاية ج5 ص274 والكامل في التاريخ ج2 ص320 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص435 وكنز العمال ج11 ص468 وكتاب الدعاء ص367 والمعجم الأوسط ج4 ص209 والمستدرك للحاكم ج3 ص60 ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص232 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2= = ص 257 وعن ابن منيع والطبراني في الأوسط من طريق ابن مسعود. وراجع: الأمالي للصدوق ص733 وروضة الواعظين ص72 والطرائف ص290 والصراط المستقيم ج3 ص115 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص503 وكشف الغمة ج1 ص17 ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار لوالد البهائي العاملي ص82 والبحارج22 ص507 و 531 و الغدير ج7 ص188.

([16]) راجع: العرائس للثعلبي ص 29 والغدير ج5 ص67 عنه، وتاريخ الأمم والملوك ج1 ص109 والكامل في التاريخ ج1 ص52 وقصص الأنبياء لابن كثير ج1 ص68 والبداية والنهاية ج1 ص110.

([17]) راجع: المزار للشيخ المفيد ص21 وفرحة الغري لابن طاووس ص101 والرسائل العشر ص317 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج14 ص385 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص325 وج10 ص229 والبحار ج11 ص268 وج79 ص66 وج97 ص258 ومستدرك الوسائل ج2 ص310 و 314 وج10 ص219 والغارات ج2 ص853 والمزار لابن المشهدي ص37.

([18]) راجع: المزار لابن المشهدي ص192 و 255 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص135 والمزار للشهيد الأول ص43 و 98 والبحار ج53 ص271 وج97 ص286 و 332 و 376 وج99 ص212.

([19]) البداية والنهاية ج1 ص253 والغدير ج5 ص68 وقصص الأنبياء لابن كثير ج1 ص358 وفتوح مصر وأخبارها للقرشي المصري ص74.

([20]) راجع: شرح الشمائل للقاري ج2 ص208 وشرح الشمائل للمناوي بهامشه ج2 ص 208 وراجع: فتح الباري ج3 ص166 وج8 ص149 ومنتقى الجمان ج1 ص319 وتفسير الآلوسي ج22 ص38 وفيض القدير ج5 ص640 وغنائم الأيام للميرزا القمي ج3 ص551.

([21]) عن مسند أحمد ج3 ص 472 ح(11216) وشعب الإيمان ج3 ص491 ومسند البزار ج4 ص44 والمعجم الكبير ج12 ص227 والمعجم الأوسط ج1 ص360 و 412 وحلية الأولياء ج9 ص324 وكنز العمال ج12 ص260 و 261 عن عبد الرازق، وسعيد بن منصور، والخطيب، والدارقطني وسمَّويه، وابن عساكر، وغيرهم من طريق جابر والخدري، وابن عمر وسعد بن أبي وقاص. ووفاء الوفاء ج2 ص427 و 428 وإرشاد الساري ج4 ص413 وتاريخ بغداد ج11 ص228 و 290 وشرح النووي لصحيح مسلم (هامش إرشاد الساري) ج6 ص103 وتحفة الباري في ذيل إرشاد الساري ج4 ص412 وفردوس الأخبار للديلمي ج3 ص538 من طريق عبيد الله بن لبيد، ومعاني الأخبار للصدوق ص267 ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ج2 ص568 وروضة الواعظين ص152 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج14 ص345 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج10 ص270 و 289 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص139 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص246 وفتح الباري ج3 ص55 ومجمع الزوائد ج4 ص6 وعمدة القاري ج7 ص255 و 262 و 263 وج24 ص184.

([22]) الجامع الصحيح للترمذي ج5 ص675 ومسند أبي يعلى ج1 ص109 ومسند = = البزار ج4 ص44 والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص257 والمصنف لعبد الرزاق ج3 ص182 والمعجم الكبير ج23 ص255 والمعجم الأوسط ج1 ص101 والمعجم الصغير ج2 ص122 وكنوز الدقائق ج2 ص82 وتيسير الوصول ج3 ص375 وتمييز الطيب من الخبيث ص161 وشرح صحيح مسلم ج9 ص161 وإرشاد الساري ج4 ص492 والجامع الصغير ج2 ص489 ووفاء الوفاء ج2 ص426 و 427 و 428 وكنز العمال ج12 ص259 و 260 و 261 وعن صحيح البخاري ج1 ص399 وج2 ص667 وعن صحيح مسلم ج3 ص179 وعن مسند أحمد ج2 ص469 و470 وج3 ص71 و 352 والكافي ج4 ص554 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج5 ص279 و ج14 ص345 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج3 ص543 وج10 ص270.

([23]) مجمع الزوائد ج9 ص112 والخصائص الكبرى للسيوطي ج2 ص486 ومسند أبي يعلى ج8 ص279 والبداية والنهاية ج7 ص397 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص394 والغدير ج7 ص189 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص693.

([24]) راجع: الصواعق المحرقة ص 34 و 39 والغدير ج7 ص190.

([25]) السيرة الحلبية ج3 ص362 و (ط دار المعرفة) ج3 ص488 عن سبط ابن الجوزي، والغدير ج7 ص194 وشرح إحقاق الحق ج25 ص542.

([26]) الغدير ج7 ص 194 عن صحيح البخاري (كتاب الجهاد، باب فرض الخمس) وصحيح مسلم كتاب الجهاد، باب حكم الفيء. والأموال لأبي عبيد ص18 ومعجم البلدان ج4 ص238 والبداية والنهاية ج5 ص288 وتاج العروس ج7 ص343 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص335 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص301. وشرح المقاصد في علم الكلام للتفتازاني ج2 ص292 وشرح نهج للمعتزلي ج16 ص277 و 278 والخصال للصدوق ص105 والمسترشد للطبري ص503 والبحار ج46 ص326 وج75 ص182.

([27]) الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص23 وشرح نهج البلاغة ج10 ص185 والصوارم المهرقة ص129 وعن الصواعق المحرقة ص34.

([28]) الفقه على المذاهب الأربعة ج1 ص 537 فما بعدها.

([29]) السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص541 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص342.

([30]) راجع كل ذلك في وفاء الوفاء ج2 ص706.

([31]) رحلة ابن بطوطة ص72.

([32]) وفاء الوفاء ج2 ص543.

([33]) المصدر السابق ج2 ص719.

([34]) الأدب المفرد للبخاري ص168 وإمتاع الأسماع ج10 ص92 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص349 وج12 ص51 وراجع: وفاء الوفاء ج2 ص542 و 459 و 460.

([35]) نفس المصادر السابقة.

([36]) وفاء الوفاء ج2 ص542 و 459 و 460.

([37]) راجع: وفاء الوفاء، ج2 ص435 و 459 و 517 و 693 وإمتاع الأسماع ج10 ص89.

([38]) راجع: وفاء الوفاء ج2 ص435 و 459 و 517 و 693.

([39]) صحيح البخاري (ط سنة 1309ﻫ ) ج1 ص229 و 226 و (ط دار الفكر) ج2 ص256 و 260 والطبقات الكبرى لابن سعد، ج8 ص119، وفتح الباري ج4 ص236 عن أحمد والنسائي، ووفاء الوفاء ج2 ص541 و 542 و نيل الأوطار ج4 ص356 ومسند أحمد ج6 ص234 وعمدة القاري ج11 ص144 و 158 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص267 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص439 وغير ذلك.

([40]) وفاء الوفاء ج2 ص542.

([41]) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج1 ق2 ص181 وج8 ق2 ص119 و (ط دار صادر) ج1 ص499 وج8 ص167 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص348 وج12 ص50 ووفاء الوفاء ج2 ص459.

([42]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص289 ووفاء الوفاء ج2 ص542 وسائر المصادر تقدمت..

([43]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص118 و (ط دار صادر) ج8 ص165 ووفاء الوفاء ج2 ص464 عنه، وإمتاع الأسماع ج10 ص93 وليراجع: حلية الأولياء ج2 ص49.

([44]) وفاء الوفاء ج2 ص464 وراجع: السنن الكبرى للبيهقي ج6 ص35 ومعرفة السنن والآثار ج4 ص427 وتاريخ مدينة دمشق ج28 ص190.

([45]) صحيح البخاري ج1 ص159 وج2 ص191 و (ط دار الفكر) ج2 ص107 وج4 ص205 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص58 وفتح الباري ج3 ص204 و 205 وعمدة القاري ج8 ص228 وج16 ص209 وأسد الغابة ج4 ص75 وتاريخ مدينة دمشق ج44 ص416 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص338 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص188 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص576 ونيل الأوطار ج6 ص159 ووفاء الوفاء ج2 ص557 والبحار ج31 ص90 والغدير ج6 ص189.

([46]) فتح الباري ج3 ص205 ووفاء الوفاء ج2 ص557.

([47]) مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهانى ص49 وشرح الأخبار ج3 ص130 وتاريخ مدينة دمشق ج13 ص289 وتاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص111 وترجمة الإمام الحسن «عليه السلام» لابن عساكر ص218.

([48]) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج3 ق1 ص264 و (ط دار صادر) ج3 ص364 وكنز العمال ج12 ص689.

([49]) جاف الشيء: قعَّرَه.

([50]) وفاء الوفاء ج2 ص545 و 554 عن ابن زبالة، ويحيى، وكتاب الفتوح لابن أعثم ج2 ص330 وعمدة القاري ج8 ص227 وليراجع: صحيح البخاري ج1 ص159 و (ط دار الفكـر) ج2 ص107 والطبقـات الكـبرى لابن سعد = = (ط ليدن) ج3 ق1 ص168 و (ط دار صادر) ج3 ص369 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص293 وإمتاع الأسماع ج14 ص604 والسيرة النبوية ج4 ص542.

([51]) وفاء الوفاء، ج2 ص557 وج3 ص899 عن ابن شبة، وابن زبالة.

([52]) أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج3 ص60 و 62 و 64 و 65 وشرح النهج للمعتزلي ج16 ص13 ومقاتل الطالبيين ص74 ووفاء الوفاء ج2 ص548 وتاريخ ابن عساكر (ترجمة الحسن «عليه السلام») الحديث رقم 337 فما بعده، وج21 ص38 وج64 ص99 كما ذكره المحمودي، وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص204 وروضة الواعظين ص168 والإرشاد للمفيد ج2 ص18 والخرائج والجرائح ج1 ص242 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص149 والبحار ج44 ص154 و 157 والأنوار البهية ص92 وقاموس الرجال ج12 ص300 والجمل للشيخ المفيد ص234 وكشف الغمة ج2 ص209.

([53]) مقاتل الطالبيين ص75 وتاريخ اليعقوبي (ط دار صادر) ج2 ص225 وإعلام الورى للطبرسي ج1 ص415 وراجع المصادر السابقة.

([54]) مقاتل الطالبيين ص75 ووفاء الوفاء، ج3 ص908 وج2 ص557.

([55]) وفاء الوفاء ج2 ص557 عن يحيى وسنن الترمذي، ومنتظم ابن الجوزي والطبراني، وابن النجار، والزين المراغي. وعمدة القاري ج8 ص225 وتحفة الأحوذي ج10 ص62 وتاريخ مدينة دمشق ج47 ص523 وفتح الباري ج7 ص54 وكتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي ص354.

([56]) وفاء الوفاء ج2 ص557.

([57]) تحفة الأحوذي ج10 ص62 وفتح الباري ج7 ص54 عمدة القاري ج16 ص212.

([58]) تحفة الأحوذي ج10 ص62 وفتح الباري ج7 ص54.

([59]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ق1 ص264 و (ط دار صادر) ج3 ص364 ووفاء الوفاء ج2 ص543 و 544 عنه وعن ابن زبالة، وتاريخ المدينة لابن شبة ج3 ص945.

([60]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص294 ووفاء الوفاء ج2 ص564 و 565. وراجع: عمدة القاري ج8 ص227.

([61]) صحيح البخاري (ط سنة 1309ﻫ) ج4 ص170 وفتح الباري ج3 ص204 ووفاء الوفاء ج2 ص557.

([62]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص294 ووفاء الوفاء ج2 ص544 عن ابن سعد، وعمدة القاري ج8 ص227 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص349 وج12 ص51 وكنز العمال ج7 ص186.

([63]) وفاء الوفاء ج2 ص548 عن ابن سعد، وسبل الهدى والرشاد ج12 ص345 عن ابن زبالة، وأضواء البيان للشنقيطي ج8 ص352.

([64]) وفاء الوفاء ج2 ص548 عن ابن سعد.

([65]) راجع: سفينة البحار ج1 ص115.

([66]) أمالي الشيخ الصدوق (ط النجف سنة 1391ﻫ.) المجلس الثاني والتسعون ص569 و (ط مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة) ص735 وروضة الواعظين ص7 والبحار ج22 ص509 ومجمع النورين للمرندي ص70.

([67]) وفاء الوفاء ج2 ص450 وأعيان الشيعة ج1 ص31.

([68]) وفاء الوفاء ج2 ص467 و 469 على الترتيب، و وأعيان الشيعة ج1 ص314.

([69]) الآية 227 من سورة الشعراء.

([70]) وفاء الوفاء ج3 ص469 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص364 وبهج الصباغة ج5 ص19 ورحلة ابن بطوطة ص70 ومعاني الأخبار ص254 والبحار ج43 ص185 والكافي (ط دار الإسلامية) ج1 ص383 والوسائل ج10 ص288 وفي هامشه عن التهذيب للشيخ الطوسي، وعن من لا يحضره الفقيه للصدوق.

([71]) وفاء الوفاء ج3 ص906.

([72]) وفاء الوفاء ج2 ص451 و 450 و 452 و 688.

([73]) المصدر السابق.

([74]) المصدر السابق.

([75]) وفاء الوفاء ج2 ص451 و 450 و 452 و 688.

([76]) وفاء الوفاء ج2 ص688 و 689. وراجع: شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص584 عن تحقيق النصرة (ط دار الكتب المصرية) ص 76.

([77]) وفاء الوفاء ج2 ص688 و 689 وليراجع: ص469 و 470.

([78]) راجع: قاموس الرجال ج11 (رسالة في تواريخ النبي والآل) للتستري ص36.

([79]) راجع: البخاري (ط سنة 1309ﻫ) ج3 ص61 وج1 ص82 و (ط دار الفكر) ج1 ص183 وج2 ص60 وج5 ص141 والرواية وإن كانت قد ذكرت إقرار النبي «صلى الله عليه وآله» لأبي بكر على الصلاة لكن ذلك غير صحيح. ولهذا البحث مجال آخر. وراجع: البحار ج28 ص144 وعمدة القاري ج6 ص3 وج7 ص280 وج18 ص69 وصحيح ابن خزيمة ج2 ص41 وج3 ص75 وصحيح ابن حبان ج14 ص587 والثقات لابن حبان ج2 ص130 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص217 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص305.

([80]) راجع كنز العمال ج7 ص198 عن ابن جرير، وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص196 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص440 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1068 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص467.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان