[البخوع
للدليل:]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على من اصطفى من خلقه، محمد بن عبد
الله، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد..
فضيلة السيد جعفر مرتض العاملي..
أحييكم بتحية الإسلام..
السلام
عليكم ورحمة من الله وبركاته..
لقد وعدت أن أردف رسالتي الأولى برسالة ثانية، وإليكم يا فضيلة
السيد هذه الرسالة الثانية..
لقد أخذت رسالتكم بروح الباحث عن الحق والحقيقة لا أميز من من
صدرت، أو من هو كاتبها، بل تمحصت بدليلها وسهولة عباراتها، المشبعة
فصولها، التي لا يمكن إلا أن يقبل إطنابها، وحسن تحريرها، وقد
لاحظت أنكم يا فضيلة السيد جعفر مرتضى العاملي لم تترك دليلاً من
أدلة أهل السنة إلا ومحصته بحثاً وتمحيصاً، لا في رسالتكم هذه فقط،
بل في دورة كتبكم التي وصلتني أقصد الصحيح من سيرة النبي الأعظم
(صلى الله عليه وسلم).. إذ إني أشكر لكم جهدكم هذا، الذي لم تدخر
فيه وسعاً لكي تظهر الحق بدليل قاطع، ونور ساطع، وسلطان لامع، ألا
وهو الاجتهاد بأصول وفروع طائفتنا إضافة لتنوير المسلمين بأصول
وفروع الشيعة الاثني عشريين، فجزاكم الله عن الإسلام خيراً..
وإن الله عز وجل قد أمر الخلائق أن تخضع للحق، ونور الهداية، فقد
قال عز من قائل:
(لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين).
وعلى العالم أن يبخع للدليل، وأن لا يجسر علىه إذا قام بالدليل..
[العمل
بمذاهب الجمهور:]
من هنا
أريد أن أكمل تساؤلاتي وأسئلتي من خلالكم حفظكم الله تعالى..
وذلك بعد الرخصة التي تلقيتها من رسالتكم لي..
1 ـ
لقد أجاز علماء المسلمين من جمهور علماء السنة والجماعة بالأخذ من
المذاهب الأربعة وكلها تعتبر مجزية ومبرئة لذمة المكلف الذي يقع
عليه التقليد للعالم كي يصل إلى مقاصد الشريعة الإسلامية التي
يريدها الله تعالى، فلما أنتم عنها معرضون؟! مع أنني وبرأيي: أن
الأخذ من فقهكم هو مبرئ للذمة، فلما لا تقدمون على الأخذ من
المذاهب الإسلامية الأخرى مع أنها مستقاة كلها من عبير النبوة ومن
رحيق الرسالة المحمدية؟!
2 ـ
وإن كان مذهبكم هو المذهب الحق وفيه نجاة الأمة، وتطبيق لقول رسوله
(صلى الله عليه وسلم): تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في
النار إلا واحدة. فأعطني بينة أنكم هذه الفرقة الناجية، والبرهان
أعطني إياه جلياً من قول الله عز وجل وكلام نبيه محمد (صلى الله
عليه وسلم)، لا تحدياً، بل قابلاً للحق إذ جاء معك؟! وستجدني إن
شاء الله من الصابرين..
وآخر دعوانا أن يسددنا على القول الثابت، وأن يوفقنا إلى مراضيه
ويجنبنا معاصيه، إنه هو السميع المجيب.
أخوكم
الشيخ (ص..)
15 /
محرم /1431هـ.