بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث
رحمة للعالمين، وعلى آله الذين اصطفى من بعده، وعلى من والاهم أجمعين..
أما بعد..
سماحة السيد العالم العلامة الأخ جعفر مرتضى العاملي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا أخفي عليك يا فضيلة العلامة، أن إعجابي بكم يزداد
مرة بعد مرة، وذلك يعود إلى تلك الأجوبة المقنعة، والأدلة الدامغة التي
توردها ضمن تلك الرسائل، وهنا لا يسعني إن كنت منصفاً، وموضوعياً، إلا
أن أقر وأعترف: بأن هذه الأدلة التي سقتها لي وسعيت بسرعة خيالية ما
كنت أتصور أن تجيب عليها، أن أعترف لكم، بما يلي:
أولاً:
إن قلمكم الكريم هو قلم هين، سهل، طيع، في يدكم الكريمة، أرجو الله عز
وجل أن يحفظ العلماء أمثالكم من كل سوء، وأن يجعلكم ذخراً لهذه الأمة
التي تحتاج فعلاً، لأصحاب الدليل الساطع، والكلام الواضح، الذي لا بد
لكل منصف يقبل بالدليل، من القبول به والخضوع له..
وهذا ليس من باب الضعف، أو من باب الإنبهار فقط. بل
إنني قد قبلت على نفسي ومن بداية الحوار أن أقبل بالدليل الذي لا يرد،
وبالكلام المسدد المؤيد..
ثانياً:
يا فضيلة السيد المؤيد، لقد كانت الطريقة التي اتبعتها في أدلتكم طريقة
واضحة لا تحتاج إلى نقاش..
لكن هناك عنوان قد عنونت به إحدى
الفقرات بالتالي:
(فوائد الاعتقاد بالضلال) وأعتقد قصدتم به (فوائد
الاعتقاد بالبداء بدل الضلال).
وهذا ليس إلا من باب الخطأ المطبعي كما أعتقد..
ثالثاً:
لقد ذكرت في معرض الإجابة أن علياً (عليه السلام)، فلما خصصته بهذا
السلام، لأنه من المتعارف عليه أن هذه الآداب بالتسليم لا تكون إلا
للأنبياء (عليهم السلام) فقد فهمت منكم أنه هو وصي النبي محمد (صلوات
الله عليه وعلى آله)، وهو باب علمه الذي علمه ألف باب من علم ينفتح له
من كل باب ألف باب، فهل مقام الوصاية يجعله يرتقي إلى مصاف الأنبياء
(عليهم السلام) ويتعامل معه كما يتعامل مع الأنبياء، مع العلم أن كل
الرسل كان لهم أوصياء من بعدهم وكانوا أنبياء، فلما علي (رضوان الله
عليه وكرم الله وجهه) نال منكم كشيعة هذه الآداب بالتعاطي معه ومع
أبنائه الأئمة (رضوان الله عليهم أجمعين)؟!
رابعاً:
حين كنت تذكر النبي (صلوات الله وسلامه عليه) كنت تذكر (صلى الله عليه
وآله) وليس (صلى الله عليه وعلى آله) وهذا ما له من تفسير لغوي كما لا
يخفى عليكم، وبالتالي فهذا لا بد له من تفسير!!
خامساً:
إنني إذ أقدر وأعترف لكم: بأنني قد اقتنعت بكل ما قلته،
يبقى هناك بعض التساؤلات التي لا أريد أن أرسلها كلها دفعة واحدة،
وأترك للوقت كي أمررها الواحدة تلو الأخرى حتى لا أثقل على نفسي في
القراءة والتمحيص، ولا أكدركم بالكتابة، واتساع البحث، وأرجو منكم أن
تقبلوا عذري بشغلكم بما هو أهم، وأرجو منكم المسامحة، وأدعو الله لكم
بالتوفيق لما قد توجهتم له، فقد علمت أنكم على أهبة السفر، وأخيراً
وليس آخراً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم الشيخ (ص..)
27 / محرم / 1431 هـ. الموافق 13/1/2010م
|