بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث
رحمة للعالمين وعلى الآل المصطفين، ولعن على من عاداهم من خلق البشر
إلى قيام يوم الدين..
أما بعد..
أخي الفاضل سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي..
أدعو الله لكم بطول العمر، وقضاء الحوائج، وتسديد دوماً
لمرضاة الله تعالى، وذود عن الدين، إنه سميع مجيب الدعوات..
لقد قبلت منكم الدليل، فجازاكم الله عني بكل خير، لكن
عن ما اكتشفته من خطأ مطبعي لم يكن بقصد إثبات الزلل عليكم، والإنقاص
من شأنكم، بل للفت نظر من يتولى طبع هذه الرسائل فقط، ولم يكن من وراء
ذلك أي قصد آخر.
وبالعودة إلى التساؤلات التي أريد أن أسئل عنها، هو
التالي:
أولاً:
لقد علمت: أن أصحاب المذهب الاثنى عشري، بعد ذكر النبي «صلى الله عليه
وآله» في الأذان يذكرون اسم علي «عليه السلام»، السؤال: لما ذكر علي
«عليه السلام» دون غيره من الأئمة؟! مع أنني مع أن يضاف إلى الأذان:
«حي على خير العمل»، لأنها قد حذفت من الأذان، وأنا أعتقد: أنها من
الأصل فيه. وكذلك أرى أن الأذان هو تشريع للنبي «صلى الله عليه وآله»،
وليس لغيره من الصحابة، إذ لا بد لصاحب الشريعة من التشريع لا غيره أن
يجري على لسانه الوحي وإلا لكان هو النبي لا غيره؟!
ثانياً:
إن كان النبي «صلى الله عليه وآله» عنده علم ما كان وما سيكون، كما
يعتقد بهذا الشيعة الاثنى عشرية، فما تأويل قوله تعالى: ﴿قُلْ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ
إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾.
وقوله تعالى: ﴿قُلْ
لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ
وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ
وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾؟!
من هنا فيكون علم النبي «صلى الله عليه وآله» محدوداً،
وإن كان قد نظر إلى لوح المحو والإثبات، فعلمه بالغيب من خلال تلك
الآيتين يدل على أنه لم يطلع على اللوح المحفوظ؟!
ودمتم موفقين..
أخوكم الشيخ (ص..)
3 / صفر / 1431 هـ. الموافق 19/1/2010م.
|