ومن الواضح:
أنه حين يتعدد نقل الواقعة، فإن الإجمال والتفصيل، وذكر بعض الخصوصيات
أحياناً وحذفها أحياناً أخرى، والنقل بالنص الحرفي مرة، وبالمعنى مرة
ثانية، يكون أمراً عادياً وطبيعياً، ولا يوجب ذلك ضعفاً ولا وهناً في
الرواية.
ويقول البعض:
«والظاهر أن هذا الفعل قد تكرر منه «صلى الله عليه وآله» في بيت أم
سلمة. ويدل عليه اختلاف هيئة اجتماعهم، وما جللهم به، ودعاؤه لهم،
وجواب أم سلمة»([1]).
ولعله تكرر في غير بيت أم سلمة أيضاً، كما تدل عليه
الرواية التي تذكر: أن عائشة قد طلبت الدخول في الكساء، فمنعها النبي
«صلى الله عليه وآله»، وأمرها بالتنحي. وكذلك الحال بالنسبة إلى زينب.
ولعل في تكرار الواقعة في بيوت أزواجه «صلى الله عليه
وآله» إلماحة غير قاصرة إلى عدم شمول الآية لأية واحدة منهن.
([1])
ذخائر العقبى ص22 وينابيع المودة ص108 و109 و294 وراجع: نور
الأبصار ص112 وإسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار) ص107
والصواعق المحرقة ص142. ومن أراد الوقوف على خصوصيات الحديث
المختلفة، فليراجع كتاب آية التطهير في أحاديث الفريقين في
مجلديه: الأول والثاني.
|