والحاصل:
أن الآية تتضمن إخباراً عن أن الله سبحانه يرعى «أهل
البيت»،
ويريد تطهيرهم من كل رجس، حتى ما كان منه ثانياً وبالعرض.
وذلك يعني:
أنهم قد حصلوا على الطهارة التامة بالفعل، فاستحقوا منه هذه العناية
التامة وهذا التكريم العظيم فاختصاصهم بهذه العناية الإلهية يتضمن
إخباراً صادقاً وشهادة إلهية([1])
بأنهم حاصلون على مزية الطهر، ونفي الرجس، دون كل من عداهم، إلى درجة
العصمة التي صرح بها الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» ـ مستشهداً
بهذه الآية «آية التطهير»
بالذات حيث قال: «فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب»([2]).
وفي دعاء عرفة يقول الإمام زين
العابدين «عليه السلام»: «وطهرتهم من الرجس والدنس تطهيراً بإرادتك،
وجعلتهم الوسيلة»([3]).
وكلام الأئمة «عليهم السلام» في أن الله تعالى قد أذهب
الرجس عن «أهل
البيت»
وطهرهم تطهيراً فعلاً كثير جداً، لا مجال لاستقصائه، فراجع أدعيتهم،
ومجادلاتهم مع المنكرين لفضائلهم وغيرها([4]).
([1])
وقد نص أمير المؤمنين «عليه السلام» على أنها تضمنت شهادة
إلهية بالطهارة في خطابه لأبي بكر في أمر فدك، فراجع: علل
الشرايع ج1 ص191 والاحتجاج للطبرسي ج1 ص123 وتفسير القمي ج2
ص156 و157.
([2])
ستأتي مصادر هذه الحديث في أواخر هذا الكتاب إن شاء الله
تعالى.
([3])
راجع الصحيفة السجادية الدعاء رقم47.
([4])
راجع: آية التطهير في أحاديث الفريقين، المجلد الأول والثاني.
|