فإن الالتفات هو من الأساليب البيانية، التي جرى عليها
الناس في محاوراتهم.
وهو يعطي الكلام جمالاً، ورونقاً، وإشراقاً. وله أيضاً
فوائد جليلة لأنه يشد السامع، ويثير انتباهه، ويجعله يتطلع لمعرفة هذا
الجديد، وإلى سماع المزيد.
وقد استخدم القرآن هذا الأسلوب في كثيرٍ من الموارد،
حتى في فاتحة الكتاب، كما تقدم، وكما يكون الالتفات من الغيبة للخطاب
كما ورد في سورة الفاتحة، أو عكسه كذلك قد يكون من شخص لآخر كما في
قوله تعالى: ﴿يُوسُفُ
أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ﴾.
وحكمة هذا الالتفات في آية التطهير:
هو الإشارة إلى أن تأديب الزوجات إنما هو من توابع إذهاب الرجس والدنس
عن «أهل البيت»،
وإكراماً لهم حتى لا يلحقهم بسببهن وصمة أو عيب([1]).
([1])
راجع: نفحات اللاهوت ص85 ودلائل الصدق ج2 ص72.
|