صفحة :   

السياسة الظالمة:

قد تقدم: أن عكرمة كان ينادي بنزول آية التطهير، في النساء في الأسواق، ويدعو إلى المباهلة في هذا الأمر.

ونحن وإن كنا لا نستغرب هذا الأمر من عكرمة المعروف بنصبه وبغضه لأمير المؤمنين وأهل بيته. وكان من الخوارج. ويذهب مذهبهم، ويقول بقولهم.

لكننا نرى في موقفه دلالات أخرى أيضاً، لعل من أوضحها:

1 ـ إن نزول الآية في «أهل البيت» كان هو الشائع والمعروف في زمان عكرمة، الذي أراد أن يدفع ذلك، بكل وسيلة ولو بالمناداة بذلك في الأسواق، والدعوة إلى المباهلة.

2 ـ إن عكرمة لم يكن لديه دليل مقنع على نزول الآية في أزواج النبي «صلى الله عليه وآله» سوى الإصرار الشديد، الذي يريد أن يدعمه بنوع من التخويف والتهويل، بهدف إلحاق الهزيمة النفسية بالطرف الآخر، الذي لابد أن يتزلزل يقينه، وهو يرى إنساناً بدعوته إلى المباهلة يعرض نفسه لغضب الله في هذا السبيل، حيث سيقول في نفسه: لو لم يكن هذا الشخص على يقين مما يقول لما دعا الناس إلى المباهلة، التي تستتبع عواقب خطيرة عليه.

3 ـ إن عكرمة كان ينادي في الأسواق بذلك، فهل كان يمكن لمن لا يرى رأيه أن يفعل الشيء نفسه لإثبات خلاف هذا الرأي؟!.

أم أن قيمة ذلك ستكون هي سفك دمه، لأنه سيتهم بالتشيع لعلي وآله، وما أعظمها من تهمة وما أشد الكوارث التي ستنزل بمن توجه إليه.

4 ـ إن هذا الفعل من عكرمة يشير إلى ان المناوئين لـ«أهل البيت»  «عليهم السلام» يرون في قبول نزول الآية في «أهل البيت» «عليهم السلام» خطورة كبيرة، ربما للآثار التي تتركها على اعتقاداتهم ومواقفهم، ضد ومع «أهل البيت» «عليهم السلام».

 

 
   
 
 

موقع الميزان