صفحة :   

كلام ابن منظور لا يدل:

أما استشهاد هذا المستشكل بكلام ابن منظور فهو غير صحيح، لأنه لا يدل على مطلوبه.

أولاً: لأن ابن منظور حين تكلم عن أهل بيت النبي قد أدخل فيهم البنات وصهره، أعني علياً. فإن كان إدخاله لعلي «عليه السلام»، بسبب أنه صهره فلا ندري لماذا لم يدخل عثمان أيضاً؟! مع أنه كان أيضاً صهراً للنبي «صلى الله عليه وآله» ـ بزعمهم ـ وإن كنا قد أثبتنا عدم صحة ذلك في كتابنا: «بنات النبي أم ربائبه».

فإن إدخال خصوص علي «عليه السلام» من الأصهار يدل على أن ابن منظور يعتمد على النص الخاص في هذا الشأن. ثم ذكر القيل الآخر، وهو أن المقصود هم زوجاته «صلى الله عليه وآله»، والرجال الذين هم آله، فأين البنات؟!.

ثانياً: إن كان إدخال علي «عليه السلام»، فيهم لأجل كونه ابن عم النبي «صلى الله عليه وآله»، فإن عمه العباس أقرب إليه من ابن العم.

على أن أبناء العم لا ينحصرون في علي «عليه السلام»، فهناك عبد الله بن العباس وغيره..

وثالثاً: إننا لا ننكر ما ذكره من استعمال كلمة «أهل البيت» في سكانه، ولكنه يبقى مجرد استعمال، والاستعمال أعم من الحقيقة والمجاز..

كما أنه لا بد من إثبات أن هذا المعنى هو المراد بالآية الشريفة، دون سواه. وكيف وأنّى لهم إثبات ذلك.

ورابعاً: إننا لا ننكر ما ذكره من استعمال كلمة «أهل الرجل» في الزوجة، بل نحن نثبته.. ولكن ذلك لا يفيده في إثبات شيء مما يريد إثباته، لأن الكلام إنما هو في المراد من عبارة: «أهل البيت»، لا في كلمة «أهل» المطلقة.

فقوله: «وهذا الكلام لا ينسجم مع ما قاله السيد جعفر وأورده في فقرة «أهل اللغة ماذا يقولون»، والتي حاول فيها أن يخرج الزوجات من «الأهل» ومن «أهل البيت»».

هذا القول غير صحيح، لأننا لم نخرج الزوجات عن «الأهل»، بل أدخلناهن فيها، ولكن على سبيل المجاز، وأخرجناهن أو ـ على الأقل ـ شككنا في دخولهن في خصوص عبارة «أهل البيت».

 
   
 
 

موقع الميزان