قال: «الله تعالى يريد أن يحصر فكر نساء النبي في سبب
نزول هذه الأوامر والنواهي المشددة عليهن، في أن الله أراد بهذه
الأوامر تطهيرهن وصونهن، لا إرهاقهن بها، وجعل الحرج عليهن، وتعسير
حياتهن، فإنما بلا ريب مرتبطة مع ما قبلها..».
ونقول:
صحيح:
أن كلمة «إنما»
تأتي لتحصر فكر السامع في جهة معينة، ولكن المهم هو تحديد هذه الجهة،
فمن الذي قال: إن هذه الجهة هي ما ذكره هذا المستدل، فإن ذلك مصادرة
على المطلوب، بل هي إفهامهن: أن زوجيتهن للنبي تفرض عليهن مزيداً من
الالتزام بالأحكام، لأن ما يفعلنه لا تقتصر آثاره السلبية عليهن، بل
تتعداهن إلى التأثير على مقام النبوة، ولذلك يضاعف لهن العذاب ضعفين،
كما أنهن لسن كأحد من النساء.
فلو لم يكنّ زوجات للنبي «صلى الله عليه وآله»، فلماذا
مضاعفة العذاب؟! ولماذا هنّ لسن كأحدٍ من النساء؟!
وكون المراد هو ذلك لا ينافي كون «إنما» مرتبطة مع ما
قبلها، بل ذلك هو عين الربط والارتباط، كما هو ظاهر.
|